كلام ابيض : آفة الإدمان

كلام ابيض : آفة الإدمان

علي القيسي تعمد عصابات شريرة، وبنشاط محموم, الى ترويج الحبوب المخدرة المحظورة ، لتباع علناً في الاسواق، خصوصاًً في المناطق الشعبية الفقيرة، ليشكل نشاطها المشبوه ظاهرة خطيرة بآثارها السلبية المتعددة. جهات مختلفة تتواطأ بسكوتها لتدعم هذه العصابات المتشظية، مبررة عملها بحجة الربح السريع الذي تركض وراءه هذه العصابات!!. لكن الواقع يقول:

 ان وراء مثل هذه الاعمال المريبة مآرب اخرى، تصب جميعها بالضد من سلامة المجتمع وأمنه. فبعد ان كان عمل هؤلاء الاشرار ينحصر في العالم السفلي، او قاع المدينة بات اليوم بصلافة، يطفو على سطحها من دون خوف او حذر، مستغلين انشغال الاجهزة الامنية بمطاردة الخلايا الارهابية المقيتة. ان النزعة العدوانية التي تتحكم برجالات هذه العصابات، لا تقل بعدوانيتها عما يضمره الارهابيون للمواطنين، اذ بالمحصلة ، النتيجة واحدة هي تدمير المجتمع وشل قواه الفاعلة جميعها. لا شك ان ما سيدفعه المجتمع نتيجة نشاط هذه الشراذم المتمثل بترويج حبوب \"الكبسلة\" سيكون ثمنه باهظاً ًفي المستقبل القريب، حيث ان الادمان على \"الكبسلة\" له آثار سلبية للغاية وخطيرة، حين تهيمن على مقدرات شبابنا الذين يعانون اساساً ًمن وطأة البطالة والفقر والعوز، لتحولهم آفة الادمان الى مسخ - صرعى المأساة - بعد تعطيل طاقاتهم وتنمية غرائزهم العدوانية. أمس في سيارة \"الكيا\" التي تقلني الى عملي ، ركب احد البائسين وحاله يرثى له كأنه جاء تواً من العالم الآخر، ما إن اخذ مقعده حتى طالبه السائق بالاجرة.. واذا به ينفتح مثل شلال، بكلام جارح للذوق العام ينم عن وضاعته ، ما دعا السائق الى التوقف مطالباً إياه بالنزول .. واذا بالشاب البائس يمد يده الى كيس يضم حاجياته، ويسحب مطواة جارحة مهددًا بالويل والثبور وعظائم الامور!..ارتعب الركاب ونزلوا قبله هاربين مما لا يحمد عقباه. وحين هدده السائق بالشرطة، نزل منكسرا وولى هارباًً كأن لم يكن قبل هنيهة اسداًًهصورا..وبعد عودتنا الى السيارة قــّرع بعض الركاب السائق على إلحاحه مع البائس لانه بحسبهم \"مكبسل\".والمكبسلون في شوارعنا امر ملفت للنظر..فهل ينظر من بيده الامر لحالهم؟ً .قبل ان يصبح هؤلاء لعبة بيد الارهابيين، ان لم يكن الارهاب قد استغلهم في بعض عملياته المشينة فعلا ً.

اترك تعليقك

تغيير رمز التحقق

Top