كتاب النقد الثقافي فـي ملتقى الأكاديميين

كتاب النقد الثقافي فـي ملتقى الأكاديميين

في أول  ندوة لملتقى الأكاديميين التابع للاتحاد العام للادباء والكتـّاب في العراق ، الذي تشكل مؤخراً ، اُقيمت محاضرة للدكتور سمير خليل حول كتابه الاخير، النقد الثقافي، وقد تحدث في الجلسة الدكتور عقيل مهدي والناقد فاضل ثامر والناقد  علوان السلمان وآخرون .
وقد جرت المناقشة حول طروحات الخليل في تناوله لكتاب عبد الله الغذامي عن  النقد الأدبي والنقد الثقافي والجوانب المحيطة بهذين المجالين الأدبيين .
الناقد علوان السلمان  قال في مداخلة بعنوان ( ما بين الثقافة والنقد الثقافي سياحة أولى ) :
-  النقد الثقافي يمثل لغة المرحلة وخطاب الجيل على حــد تعبير عبد الله الغذامي .. الذي يعود بمعناه العام الى مرحلة الثمانينيات والتسعينيات من القرن العشرين, إذ ارتبط ظهوره بجملة من العوامل والمتغيرات التي شكلت المناخ الثقافي السائد  لمرحلة  ظهور فكر العولمة وثقافة ما بعد الحداثة, فهو نشاط او فعالية تعني بالانسان وبالانشطة  الثقافية التي تعكس مجموعة من السياقات الثقافية والتاريخية والاجتماعية والاخلاقية والانسانية والقيم الحضارية, وهو يتعامل مع النص الادبي بمثابة نسق  ثقافي يؤدي وظيفة نسقية ثقافية تضمر ما هو مضاد للمعلن في النص الادبي على حــد تعبير المؤلف الدكتور سمير الخليل .
ثم تحدثت الدكتورة نادية  هنادي فقالت :
- اُثني على كتاب الدكتور الخليل لما جاء به من مفاهيم  ثقافية وادبية ويجب ان لا ننسى ان النقد الثقافي حظي باهتمام كبير في الوطن العربي من خلال المؤتمرات  والمهرجانات الثقافية مثلا في القاهرة حيث تمت مناقشة مفهوم موت النقد الادبي
وحضور النقد الثقافي بديلا عنه ، وكذلك مؤتمر في مراكش  عام 2010  قدم ندوة  حملت عنوان نقد الانساق الثقافية، كما اُحب ان اُشير الى ان البحث في النقد الثقافي لابد ان تكون له مرتكزات هي التي استند عليها هذا النقد ، وهذه المرتكزات لها مرجعيات ابرزها فوكو وجاك  ديدرا وهؤلاء وضعوا نظريات هي الأصول الفلسفية  التي استمد منها النقد الثقافي .
وبشأن ما قاله الناقد فاضل ثامر حول حلقة  بغداد عن النقد الثقافي اقول انها بادرة  طيبة وخطوة مهمة في تحديد المرتكزات المرجعية  التي استمد منها النقد الثقافي  بنيانه ، ونطبق على اساسها ما نريد ان نطبقه من الدراسات الاجرائية . والدراسات العربية في هذا المجال كثيرة جدا ويجب أن لا نهمل المساهمات الثقافية التي قدمها الشعراء لاسيما  أدونيس في كتابه المحيط  الأسود لأنه قدَّم مؤشرات للانساق العربية والثقافية التي لم تسلط عليها الأضواء ، كذلك بالنسبة للمستشرقين الذين لهم أثر في الكثير من الظواهر النقدية الثقافية .
وقال  الشاعر  حبيب النورس :
اعتقد  ان المؤسسة الأكاديمية لن تتنازل عن النظرة السلطوية في النقد الادبي ولن تقبل بمثل هذا المشروع الذي يتحدث عنه كتاب د. الخليل ,وكذلك حين يكتب اي أكاديمي عن هذا المشروع فأنه يُبشِّر بالخير بالرغم من ان نقاد الادب المحافظين سيحاولون ان يردوا بقوة  وهو ليس نشاط او فعالية ، بل هو منهج لا نعمل به  بفوضوية ، لان علم الانساق هو أن يتنقل من حقل معرفي الى حقل آخر بعشوائية  او انتقائية معينة .
النقد الثقافي منهج يمتلك آلية التنقل من الماركسية الى الشكلانية  على سبيل المثال ، والنقد الثقافي على عكس ما طرحه عبد الله الغذامي ( النقد يناقش المضمر ) في حين انا شخصيا في دراستي ناقشت حتى غير المضمر . الجمالي ليس هو فقط  جمالي ، بل هو مهيمن ايضا . وهل هناك مهيمن في المجتمع  يناقشه النقد الثقافي ؟ اقول: نعم  وهي كثيرة - مثلا – كل البرامج  التلفازية التي تعرض هي برامج تنتمي الى المؤسسة – مثلا  هناك برنامج في قناة البغدادية  يناقش فيها الفساد واشياء اخرى وهو يمارس النقد الثقافي .
ثم تحدث  الدكتور سمير خليل فقال :
- النقد كما قال زميلي النورس لا يُعد سبة ، وعندما  اقترحنا  الملاذ الثقافي هو اكثر الناس بحاجة  الى ملاذ يحميه .. اي  بمعنى ان يكون  للمثقف بُنية تحتية  اسميها  حماية او قانون يحميه ، والمثقف يعاني من ضغوط  المجتمع لان مفاهيمه تقوِّض  الكثير من  طروحات  المجتمع .
هناك قضيتان لم ينتبه اليها المتحدثون هما اني اخذت مشروع عبد الله الغذامي في محاولة لتفكيكه ، واقترحت دمج الآليات ، التي اقترحها الغذامي نفسه، لان فيها  خلط كبير، وهو مشروع ريادي للغذامي لكن فيها ثغرات وسلبيات وفتح آفاق البحث الثقافي للعرب ،علماً ان الثقافة كلمة جديدة على العرب وأول  من  تناولها واشاعها  سلامة موسى عام 1927الذي استخلصها من ابن خلدون .

تعليقات الزوار

  • مسعود

    ماهو الكتاب التي تمت مناقشة فضاءات النقد الثقافي أو كتاب النقد الثقافي من النص إلى الخطاب

اترك تعليقك

تغيير رمز التحقق

Top