هناك نجوم قلائل يصمدون في ذاكرة الناس على مدى طويل من الزمن، لكونهم تركوا أثراً طيباً خلفهم من خلال البصمات العديدة التي يقدمونها فوق المستطيل الأخضر وكافأتهم الجماهير بالخلود الطويل في ذاكرة الجمهور الرياضي. (المدى) تحاول الغور في مسيرة نجوم المنتخ
هناك نجوم قلائل يصمدون في ذاكرة الناس على مدى طويل من الزمن، لكونهم تركوا أثراً طيباً خلفهم من خلال البصمات العديدة التي يقدمونها فوق المستطيل الأخضر وكافأتهم الجماهير بالخلود الطويل في ذاكرة الجمهور الرياضي.
(المدى) تحاول الغور في مسيرة نجوم المنتخبات العراقية السابقين الذين ترفض ذاكرة جمهورنا مغادرتهم لها حيث صمدوا في البقاء فيها برغم مرور عقود عـدة على اعتزالهم اللعب حتى أن قسماً منهم ابتعدوا عن الرياضة برمتها أو غادروا العراق إلى بلدان أخرى.
زاوية (نجوم في الذاكرة) تستعرض في حلقتها 164 مسيرة لاعب فرق القوة الجوية والطلبة والشرطة وأربيل والكرخ والنفط والكهرباء والمنتخبات الوطنية السابق علي وهيب شنين الذي وُلِد عام 1975 ولعب "46" مباراة دولية عدة، كما احترف في رومانيا والإمارات حيث سيجد فيها الكثير من المحطات والمواقف المهمة والطريفة.
بداياته
بدأ اللاعب علي وهيب مسيرته الكروية من الفرق الشعبية في مدينة الصدر متأثراً بمايسترو الكرة العراقية السابق هادي احمد، حيث قاده هذا التأثر والإعجاب الكبيرين إلى اللعب في خط الوسط في الفرق الشعبية في هذه المدينة وتحديداً فريق قطاع "62" الذي كان يضم في صفوفه بعض لاعبي دوري الكبار وكذلك دوري الدرجة الثانية إذ استطاع علي وهيب أن يؤكد مقدرته بين لاعبين يفوقونه عمراً وتجربة.
وفي بداية ثمانينيات القرن المنصرم قرر اللاعب علي وهيب خوض الاختبارات الخاصة بمنتخبات الفئات العمرية ونجح في الاختبار وشارك في بعض البطولات الخارجية مثل بطولة هلسنكي في فنلندا وبطولة السويد الدولية ، بعد ذلك قرر التوجه نحو فرق الفئات العمرية في نادي القوة الجوية وتم ضمه إلى صفوف فريق الأشبال عام 1987 ثم تم ترحيله إلى فريق الناشئين وبعد ذلك إلى صفوف فريق الشباب الذي قاده للفوز ببطولة دوري الشباب. ونظراً للمستوى الجيد الذي قدمه اللاعب علي وهيب مع شباب نادي القوة الجوية تمت دعوته من قبل المدرب عادل يوسف لتمثيل الفريق الأول لكن لم تسنح له الفرصة في اللعب بدوري الكبار نتيجة لصغر سنه وقلة خبرته.
وفي عام 1990 تم اختيار اللاعب علي وهيب إلى صفوف منتخب الناشئين وهنا حصلت مصادفة جميلة وتاريخية في مسيرته الكروية عندما وجه له مدرب فريق الطلبة آنذاك يحيى علوان الدعوة للعب في الفريق الأول ولم يتجاوز عمره 15 عاماً حيث كان اختيار علوان له تتويج حقيقي لطموحاته الكبيرة ، ولعب مع فريق الطلبة أول مباراة له في دوري الكبار ضد فريق التجارة والتي انتهت طلابية بثلاثة أهداف مقابل لا شيء وسجل فيها أول هدف له في دوري الكبار لتكون بداية موفقة جداً حيث مثل فريق الطلبة مواسم عدة وأسهم بفوزه بلقب بطولة الدوري في موسم 1992-1993 ، بعد ذلك تم اختياره إلى منتخب الشباب الذي حصل على المركز الرابع في بطولة شباب آسيا التي جرت في اندونيسيا عام1994 ، وفي موسم 1994ـ 1995 قرر الانتقال إلى صفوف نادي القوة الجوية ولعب معه موسماً واحداً فقط ليعود مرة أخرى الى الطلبة.
البروز والتألق
في عام 1995 اختاره المدرب أنور جسام إلى صفوف المنتخب الأولمبي وكان أحد الأعمدة الأساسية التي أسهمت بفوز المنتخب المذكور في بطولة لال نهرو الدولية في الهند وكذلك الفوز ببطولة مرديكا الدولية ومن ثم التأهل إلى الدور الحاسم في تصفيات أتلانتا الأولمبية بعد تجاوز المنتخبين الأردني والقطري حيث كان اللاعب علي وهيب من العناصر الفاعلة في صفوف منتخبنا الأولمبي في تلك التصفيات ، ثم شارك في المرحلة الحاسمة من التصفيات المذكورة ، وكان منتخبنا قاب قوسين أو أدنى من التأهل إلى النهائيات لولا الخسارة أمام المنتخب السعودي بهدف ذهبي.
سيرته مع المنتخب
أن ما قدمه اللاعب علي وهيب مع المنتخب الأولمبي من مستوى متميز سهّل عملية انضمامه إلى صفوف المنتخب الوطني الذي شارك في نهائيات بطولة أمم آسيا التي جرت في الإمارات عام 1996ويومها خاض أول مباراة دولية في مسيرته الكروية مع المنتخب الوطني ضد المنتخب الإيراني وانتهت عراقية بهدفين مقابل هدف واحد ، ثم شارك في تصفيات كأس العالم عام1997. لكن اللاعب علي وهيب تعرض إلى نوع من الظلم في تمثيل المنتخب الوطني في البطولات اللاحقة بسبب خروجه إلى خارج العراق بحثاً عن فرص احترافية حيث تمت محاربته من قبل بعض المتنفذين في الاتحاد العراقي لكرة القدم آنذاك ، لكن نظراً للمستوى الجيد الذي قدمه مع نادي أربيل في موسم 2000 ـ2001 تمت إعادته إلى المنتخب مرة أخرى بأمر من المدرب عدنان حمد الذي فاز ببطولة غرب آسيا في سوريا ثم شارك في تصفيات كأس العالم تحت إشراف المدرب عدنان حمد أيضاً.
بعد ذلك تم استدعاؤه من قبل المدرب الألماني بيرند ستانج لتشكيلة المنتخب الوطني الذي منحه شارة الكابتن للمنتخب الوطني الذي شارك في بطولة LG التي أُقيمت في إيران وحصل فيها منتخبنا على المركز الثاني بعد خسارته أمام منتخب الاورغواي في المباراة النهائية حيث سجل علي وهيب هدف منتخبنا الوحيد في مرمى الاورغواي لتكون هذه البطولة هي خاتمة مسيرة اللاعب علي وهيب في صفوف المنتخب الوطني برغم أنه كان يستحق التواجد مع منتخبنا الوطني في الكثير من البطولات لولا مزاجية البعض في التعامل معه.
تجربته الاحترافية
كانت رغبة اللاعب علي وهيب في خوض تجربة الاحتراف الخارجي لتحسين وضعه المعاشي قد تسببت بمحاربته من قبل بعض المسؤولين في الاتحاد العراقي لكرة القدم على اعتبار أن عمره آنذاك لا يسمح له بالاحتراف الخارجي وقد خاض هذه التجربة بطريقة مخالفة لتعليمات الاتحاد آنذاك حيث احترف في عام1997مع أحد الأندية الجزائرية لمدة قصيرة، ثم سنحت له فرصة الاحتراف في الدوري الروماني مع نادي اوتسيل كلاس الروماني وأسهم علي وهيب في حصول هذا الفريق على المركز الخامس ليشارك معه في مسابقات كأس الاتحاد الأوروبي عام 1998 ليكون أول لاعب محلي يشترك في بطولة كأس الاتحاد الأوربي بعدها مثل النادي العربي الإماراتي الذي يلعب في دوري الدرجة الثانية لمدة موسم واحد وسجل له 24 هدفاً.
كما مثل الفريق نفسه في موسم 2003ـ 2004 وسجل له 11 هدفاً ، في حين كانت آخر محطة احترافية له مع النادي الأهلي الأردني وسجل له أربعة أهداف.
العودة إلى الطلبة
بعد تجربته الاحترافية الأولى في الجزائر عاد اللاعب علي وهيب إلى نادي الطلبة، إلا أنه وجد أن الأجواء لم تكن في صالحه حيث تم منعه من تمثيل أي فريق.
إلا أن المدرب ناظم شاكر الذي كان يشرف على تدريب نادي الكرخ تمكن من تسوية قضيته مع الاتحاد ليسمح له بتمثيل الفريق وبعدها انتقل الى نادي أربيل وسجل له 24 هدفاً ثم توجه نحو نادي الشرطة في موسم 2002 ـ2003 والموسم التالي عاد لصفوف نادي أربيل ومنه انتقل في موسم 2005- 2006 لنادي النفط.
الخاتمة مع الكهرباء
بعد عودته من الاحتراف في الأردن لعب علي وهيب في موسم 2006 ـ2007 لنادي الكهرباء ليعتزل اللعب معه عام 2009 نتيجة لتعرضه إلى إصابة قوية ويتحول إلى التدريب.
مميـزاتـه
يتميز اللاعب علي وهيب بالكثير من المميزات الجيدة من أبرزها قدرته على ضبط إيقاع اللعب بالصورة التي تنسجم مع حاجة فريقه كما يمتاز بالقدرة على تسجيل الأهداف وصنعها ويكاد يكون من اللاعبين القلائل الذي تتساوى عنده القدرتين الهجومية والدفاعية، إلا أنه تعرض للظلم مما جعله لا يحصل على الفرص التي يستحقها مع المنتخب الوطني.
أبـرز المدربين
حميد سلمان، صلاح عبيد، جمال صالح، يحيى علوان، عدنان درجال، أيوب اوديشو، ثائر جسام، جمال علي، عدنان حمد، الراحل عمو بابا، بيرند ستانج وشاكر محمود.