لم اكن ارغب في كتابة هذه السطور، ولكنني مثل غيري من الكُتاب، نجد انفسنا مجبرين لأن نقول وبصراحة: هل يتحمل الاثتلاف الوطني مسؤولية تقسيم العراق؟ ولماذا يصمت قادته على حالة التجيش الطائفي التي يلعب عليها ائتلاف دولة القانون؟
قبل ايام كنت اتحدث عبر الهاتف مع قيادي في الائتلاف الوطني، حيث كانت نبرات صوته تحمل أسى وحزنا حقيقيا، فالرجل قال لي وبالحرف الواحد: لم يكن الائتلاف الوطني مرتبكا وحائرا يتخبط في دروب قلة الحيلة مثلما هو هذه الايام.. مضيفا ان ما تسمعه من أصوات قادة الائتلاف ما هي الا زئير يدوي في فراغ.. وقبل ان ينهي الرجل حديثه معي لخص الازمة بجملة واحدة: خياراتنا في الائتلاف الوطني محدودة فنحن اليوم مثل لاعب الشطرنج الذي لم يعد امامه سوى نقلة واحدة ليموت في النهاية ملكة.. واعتقد انه توصيف برغم تشاؤمة إلا انه في غاية الدقة والواقعية.
اليوم يواجه الائتلاف الوطني امتحانا حقيقيا وجادا، وهو ما يتطلب من قادته التحلى بأقصى قدر من الإحساس بالمسؤوولية، السياسية والاخلاقية، لإبطال مفعول اللغم الذي زرعه المالكي تحت أقدام الجميع، ويخطيء الائتلاف كثير إذا اعتقد ان الخلاف مع المالكي هو خلاف مع الشيعة، وان المطالبة بتحديد ولاية رئيس الوزراء هو محاولة لاقصاء الائتلاف الوطني، او انه انتقاص من شعبية هذا الائتلاف، وبالقدر ذاته يخطيء البعض من قادة العراقية، ان اعتبروا المالكي صاحب الولاية على الائتلاف الوطني، ولهذا اعتقد ان هناك فرصة حقيقية اخيرة ليتصرف الائتلاف بروح المسؤولية الوطنية، فيما يتعلق بمطالب الاطراف الاخرى بالعملية السياسية، خصوصا أن الحلول لاتتطلب أكثر من احترام التعهدات التي وقع عليها المالكي نفسه عام 2010 وبالتأكيد لو ان هذا الامر تم بالوجه الصحيح سينقل الكرة إلى ملعب الاطراف الاخرى التي عليها ايضا ان تدرك جيدا أن الأوضاع فى البلاد لا تتحمل شحناً طائفياً ولا مغامرات سياسية على حساب امن الناس واستقرارهم.
اعرف وكما يعرف السادة قادة الائتلاف الوطني ان السيد المالكي لم يستوعب بعد، فكرة ان التغيير الذي حصل عام 2003، يعنى فى المقام الاول التخلى عن عقل احتكار السلطة، وان العملية السياسية لم تعد تحتمل جدالا من نوع.: هل تحبني أم تكرهني؟ وهل أنت مع الشيعة أم تدافع عن السنة، اعتقد ان السؤال اليوم هو في كيفية صناعة نظام ديمقراطي بعد عقود من السلطة المطلقة؟ وهكذا سؤال يتطلب من قادة الائتلاف الوطني ان يضمنوا للعراقيين جميعا بلا استثناء، مباديء العدل والمساواة، وان يدركوا ان الحكم لايعني الحصول على الامتيازات، واستعراض العضلات، وممارسة لعبة الشحن الطائفي.
في هذه اللحظات العصيبة يحتاج العراقيون الى سياسيين شجعان لايمارسون لعبة قذف التهم بينهم، ولا تعليق المشاكل على شماعات وهمية.. يحتاجون الى سياسيين يرفضون توريط الجيش في مغامرات غير محسوبة المخاطر، هذه مسؤوليات لا تحتاج إلى دفاع عن المخطيء لتقويته أو لحمايته. فالامر في النهاية يتحول الى لعب بالنار. والخطأ يولد خطأً اكبر، على الائتلاف الوطني ان لايتصور انه يجلس في مقاعد المتفرجين، انه جزء أساس فيما يجري، بل هو في موقع المسؤولية الكبيرة، وعليه ان يقف موقفا موحدا ضد كل من يريد ان يحرق العراق او ان يذهب به الى خيار التقسيم، فأهم من ان يفوز فلان في هذا الصراع، هو ان نطمئن على العراق وعلى مستقبله وعلى مصيره، واهم من ان يطمئن البعض على استمراره المالكي في ولاية ثالثة ورابعة، هو ان نطمئن جميعا على امن البلد واستقراره ومستقبله.. العراقيون انحازوا للديمقراطية، لكن ساستهم انحازوا لمصالحهم الشخصية، فخلطوا شعارات مصلحة الوطن باطماعهم السياسية.
على الائتلاف الوطني اليوم ان يجيبنا على سؤال مهم.. من يريد ان يطلق الرصاص على وحدة العراق وأمنه واستقراره... على قادة الائتلاف ان لا يواصلوا لعبة الاستمتاع بروايات المالكي فقط.. فمهمتهم اليوم ان يقرءوا الأحداث كما هي مرسومة بعيون جميع العراقيين سنة وشيعة، عربا وكرداً، مسلمين ومسسيحيين، صابئة وايزيديين.. على الائتلاف ان يدرك ان مسؤوليته الحقيقية أن يكون ائتلافاً لكل العراقيين وليس ناطقاً باسم المالكي.
تعليقات الزوار
عامرعمار
الفيدرالية يجب أن تكون هدفا ساميا لكل العراقيين..ولكن الوصول أليها يجب أن يكون عبر التفاهمات وأحترام الأقليات وحب العراق وهو ما يجب أن يترسخ في نفوس كل المواطنين فمرحبابها فهي خطوة بالأتجاه الصحيح للنظام الديمقراطي وهي نتاج طبيعي لخطوة الحكومات المحليه..و
Souad او سعاد
لا احب المدح المبالغ, ولكن صوتك وكتاباتك لها اهميه كبيره في هذه المرحله التي يمر بها العراق من الخراب علي كافه الاصعده بل وتشمل حتي النخبه المثقفه وها تنتجه من خراب طائقي الثقافه علي حسين.. انت تكتب وتلمس جروحناالعراقيه الحقيقيه, والتي لم تاخذ مكانتهاالح
علي الموسوي
لقد إحتوى المقال على تمنيات ميتافزيقية كما اعتقد ذالك , متمنياً عدم إسائة الأدب ,من هذه التمنيات مثلاً ؛أن على الائتلاف الوطني ان يقرءوا الأحداث كما هي مرسومة بعيون جميع العراقيين. وبهذا حاول الكاتب الكريم أن يتناسى الطبيعة السياسية الطائفية للائتلاف الو
مواطن
لقد جاء بريمر الخبير في معالجة الارهاب وفي جعبته بذور 13 شيعي و6سني و5كردي 3 متفرقه من عدة أطياف بعد أن أقتلع ما تبقى ما في الارض من مؤوسسات حكوميه من جيش وامن ومخابرات وغيرها زرع الخبير البذور وها نحن نحصد ما زرع الى يوم يبعثون المساله بسيطه ما بنيه على
علي الموسوي
لقد إحتوى المقال على تمنيات ميتافزيقية كما اعتقد ذالك , متمنياً عدم تجاوزي الياقة الأدبية في هذا. ومن تلك التمنيات التي قد إحتواها المقال مثلاً أن على الائتلاف الوطني ان يقرءوا الأحداث كما هي مرسومة بعيون جميع العراقيين . وبهذا حاول الكاتب الكريم أن يت