بعد النجاح الذي حظيت به دورة الفلم الوثائقي في مدينة البصرة جنوب العراق التي أُقيمت في نيسان من العام الماضي لتدريب مجموعة من الشباب والشابات من المحافظات الجنوبية في مجال الإخراج والتصوير والإضاءة والصوت والمونتاج ، فقد تم إنتاج فلمين وثائقيين قصيرين هما ( أم أخرى 28 دقيقية إخراج فائز الكناني وسهى رحيم – ونساء الطابوق 17 دقيقة إخراج عصام جعفر ).
ويتناول الفلم الأول ( أم اخرى) قصص الأطفال اليتامى ممن فقدوا آباءهم خلال موجات العنف الطائفي والسياسي التي عصفت بالعراق ، ونتعرف من خلال الفلم على إيقاع الحياة اليومية لهؤلاء الأطفال الذين يعيشون في المؤسسة الوطنية للأيتام بمدينة البصرة ، ولعل الشخصية الرئيسة في الفلم هي تلك الشابة الطموحة خواطر ذات الصوت الغنائي الجميل والتي تحلم بأن تكون مغنية .
أما الفلم الثاني ( نساء الطابوق) فهو يحكي قصة النساء اللواتي يعملن في صناعة الطابوق ومعاناتهن بسبب الأساليب البدائية والشاقة المتبعة في العمل هناك بعد ان أضطر العديد منهن ترك قُراهن بعد تدني الزراعة بسبب شحة المياه وملوحة الأرض في العديد من مناطق العراق، وان الضحية الأولى لهذا العالم القاسي وغير المستقر هم الأطفال الذين حُرموا من فرصة التعليم بسبب التنقل المستمر لهؤلاء النساء للعمل في معامل الطابوق المختلفة .
وفي سؤال للمخرج قاسم عبد عن سبب إختيار كلية السينما والتلفزيون المستقلة لعمل دورة للفلم الوثائقي في البصرة أجاب :
- إن السبب يكمن في كون مدينة البصرة هي ثاني أهم مدن العراق بعد العاصمة بغداد فهي مدينة غنية بثرواتها النفطية والمواهب الانسانية والقصص الاجتماعية المختلفة ، لكنها تعاني الإهمال في المجالين الثقافي والفني من قبل الحكومة المركزية.
وخلال العشر سنوات الاخيرة لم نرَ نتاجاً سينمائياً متميزاً من مدينة البصرة، وربما الخطوة الاولى لعمل هذه الدورة هناك، تتمثل بالمبادرة من رئيس جامعة البصرة السابق الدكتور صالح النجم لعمل هذه الدورة ،بعد مشاهدته بعض عروض افلام الكلية ضمن فعاليات مهرجان الفلم الوثائقي سنة 2011 ،وانبهاره بنوعية الافلام والمستوى الفني لها.
وفي سؤال عن الكلية وأهدافها .. قال:
إن أحد أهداف الكلية هو تدريب السينمائيين الشباب ليس في بغداد فقط وإنما مدن العراق كافة لكي يستطيع الجيل الجديد أن يطرحوا أفكارهم وقصصهم على الشاشة لأجل أن يكون هناك حوار مع الآخر المختلف.
وذكر عبد بأنه سيكون العرض الأول لهذين الفلمين محلياً في مدينة البصرة ضمن فعاليات مهرجان مرآة البصرة لآفلام حقوق الإنسان الذي سيقام على قاعة الترجمة في جامعة البصرة للفترة 24-26 آذار الحالي.
وسيتم عرض هذين الفلمين في الشهر القادم ضمن فعاليات مهرجان الخليج ضمن مسابقة أفلام الطلبة ، ولا أستبعد ان يحصد أحد هذه الأفلام إحدى جوائز المهرجان المهمة، وما يهمني الآن كسينمائي هو الإستمرار في العمل مهما كان هذا العمل صغيراً لا لشيء إلا لإعادة بناء ثقافة السينما أو إعادة الحياة للسينما في العراق لأن السينما هي الإبداع والإبداع هو الحياة.
اترك تعليقك