المالكي.. مبارك راسك سالم

هاشم العقابي 2013/03/19 09:01:00 م

المالكي.. مبارك راسك سالم

أقسم ان المالكي وحكومته ودولة "قانونه" وحزبه ومستشاريه ومقربيه قد ضربوا "الريوك" ومن بعده الغداء ثم العشاء وناموا رغدا ليلة البارحة برغم ان صباح الأمس كان داميا مثل غيره من صباحات سبقته وأخرى ستلحقه. لاهون، وهو لاه أكثر منهم، في هم البقاء لولاية ثالثة، وصواب البغيرك شَدِخ. انهم مثل تلك التي احتارت بـ "زرعات احميد" وحدثتكم عنها سابقا.

رئيس الوزراء والقائد العام للقوات المسلحة والدفاع والداخلية والأمن والمخابرات وأمين سر الحزب الجاثم على صدر العراق، يقود البلد بالموبايل، فكيف يمكن له كسر شوكة الإرهاب؟ أين هو الآن؟ وأين صوته؟ ألم توقظه أصوات التفجيرات وعويل المنكوبين وصيحات من لا حول لهم ولا قوة أمام هجمات أحقر المجرمين وأخسهم؟ إن لم يكن نائما، فلماذا يسكت؟ أهو سكوت المستحي أم الراضي؟ أم انها "فقاعات" سينهيها قبل أن تنتهي؟!

أذكر أن شاعراً شعبياً صرخ ذات يوم شاكياً حال الفلسطينيين المهجرين بالخيام: يا ضمير العالم المشلول ما هزتك خيمة؟ فيا ضمير الحكومة المشلول أجبني ما الذي يهزك؟ أتنتظر حتى يباد العراق وأهله كي تهتز؟  أعلم انك ميّت، وأنّى للميّت أن يجيب؟

وأنتم يا أصحاب وصاحبات الألسنة الطويلة و "الشحّاطات" الثقيلة، وينكم؟ أكنتم ستضمون ألسنتكم وتدفنون وجوهكم برمال الخزي لو أن في الذين قتلوا وتقطعت أجسادهم وتيتم أطفالهم وترملت نساؤهم وثُكلت أمهاتهم، واحدا من أبنائكم أو إخوتكم؟ أعجب من نفسي كيف أخاطبكم وأنا الذي أعلم علم اليقين بأن:

الما مصبوغ مـن طبعــه مـا ينفـع صبـغ ويّـــاه

اشكد تتعب وتصبغ بيه امشطّب يرجع المسراه

ولمناسبة ذكر الصبغ أتوجه لرئيس الحكومة، بعد أن أساله الدعاء كما يفعل الشيخ عبد الحليم الزهيري، علّه يجيبني إكراما لوجه الشيخ، لأسأله: هؤلاء الذين سُفكت دماؤهم، بعد أن تركتهم انت وقواتك تحت رحمة من لا يرحم من الإرهابيين وقبعت في الخضراء، لو كان بينهم واحد من أبنائك أو بناتك، فهل ستتجرأ وتصبغ شعرك؟ وهل ستخرج حليق الوجه فارقا شعرك من الجنب بالمسطرة والمنقلة حيث لا شعرة فيه صاعدة أو نازلة؟

اعتقد انه يحسب ذلك ضربا من ضروب الشجاعة. ففي المرة التي كنت معه لوحدنا، في غرفة مكتبه الرسمي، وصلنا صوت انفجار هزّ جدران المكتب. لم يأبه بل واصل حديثه وكأن شيئا لم يكن و "براءة" الحكّام في عينيه. ومرة شاهدت له خطابا منقولا على التلفاز وحدث أن دوّى صوت انفجار فلم يهتم وواصل خطابه أيضا. أراد أن يوحي بأنه شجاع. لكن من يحمل قلب إنسان شجاع حقاً سيفزع ويقطع خطابه، إذ قطعا هناك إنسان قد قُتل أو بيت قد تهدم. يقول أبو مخنف في مقتله أن الإمام الحسين كان حين يقتل احد أصحابه ينحني ظهره. وإذا سمع بصرخة من خيام عياله تدمع عيناه وتخنقه العبرة. وهكذا يجب أن يكون الإنسان الإنسان.

أما انتم أيها الفقراء من ذوي ضحايا الأمس، فاني أجد نفسي حائرا بتفسير صبركم على من لا يحميكم. والى متى هذا السكوت على حاكم استطاب كرسي السلطة حتى لو نصبه وسط بحر من دمائكم؟

لا أدري هل ألومكم أم ألوم حظكم الذي ابتلاكم بحاكم هبنّقة أمر وزارة "داخليته"، بعد المذابح التي طالت رقابكم، بتكثيف وجودها "الأمني" حول بيته الأخضر؟ مبارك راسك سالم شعبك شلّك بيه؟

إنـا لله.

تعليقات الزوار

  • أحمد عبد العزيز

    من قام بتفجيرات الامس هم ايتام سيدك يا هاشم العقابي، سيدك الذي كتبت عنه اطروحة لنيل شهادة ماجستير لا تساوي ثمن الحبر الذي كُتبت به.

  • ابو علاء

    الى السيد العقابي ما هذا النقد الا مبرر له وانت تعلم ان الارهاب يخرج من بيت جيرانك وانت لا تعلم ان الضمير الذي يفقده العراقي كيف تريد من السيد المالكي ان يرجعه له ان ضمائر البعثيين والتكفيريين ومن معهم قد ماتت منذ سقوط سيدهم صدام ماذا تريد ان يفعل السيد ا

  • الموج الهادر

    بوركت يا استاذ هاشم ....حتى المدعو المدقق لم يتحدث ..اعتقد انك القمته ومن خلفه حجراً... بوركت مره اخرى

  • كامل

    مقال رائع يا اخينا العزيز وثق يااخي ان الشرفاء والمخلصين قلائل في عراق اليوم ومقالك قمة في الوصف والروعة . انت تعلم والجميع يعلم ان جميع من يحكم العراق اليوم هم من الجهلة والاميين والخارجيين على القانون وعلية نطلب من مثقفينا الكتابة والدخول في اعماق رحم ا

  • قاسم عبد الله

    صح لسانكاستاذنا الفاضل..... المشكله يا سيدي انه لا حياء لمن تنادي...،

اترك تعليقك

تغيير رمز التحقق

Top