نجوم في الذاكرة: معـن كاظم.. تألق في الديوانية وبـرز مع الطلاب

نجوم في الذاكرة: معـن كاظم.. تألق في الديوانية وبـرز مع الطلاب

هناك نجوم قلائل يصمدون في ذاكرة الناس على مدى طويل من الزمن، لكونهم تركوا أثراً طيباً خلفهم من خلال البصمات العديدة التي يقدمونها فوق المستطيل الأخضر وكافأتهم الجماهير بالخلود الطويل في ذاكرة الجمهور الرياضي.

(المدى) تحاول الغور في مسيرة نجوم المنتخبات العراقية السابقين الذين ترفض ذاكرة جمهورنا مغادرتهم لها حيث صمدوا في البقاء فيها برغم مرور عقود عـدة على اعتزالهم اللعب حتى أن قسماً منهم ابتعدوا عن الرياضة برمتها أو غادروا العراق إلى بلدان أخرى.

زاوية (نجوم في الذاكرة) تستعرض في حلقتها 166 مسيرة لاعب فريقي الديوانية والطلبة والمنتخبات الوطنية السابق معن كاظم الذي وُلِد عام 1954 ولعب  مباريات دولية عدة، حيث سيجد فيها الكثير من المحطات والمواقف المهمة والطريفة.

بـداياته

لم تكن بداية اللاعب معن كاظم مختلفة عن بقية أبناء جيله في ستينيات القرن المنصرم، إذ منذ نعومة أظفاره سلك طريق اللعب مع أبناء الجيران في الساحات والشوارع في محافظة الديوانية، وبعد أن بدأ عوده يشتد ومهاراته تظهر بشكل قوي قرر الانضمام إلى الفرق الشعبية في محافظة الديوانية حيث كانت بدايته مع فريق النهضة الرياضي الذي بدأ فيه الخطوات الصحيحة في اللعب المنظـَّم ثم وبعد نجاحه في الدراسة تم ضمه إلى فريق تربية الديوانية ومنه اُختير إلى فريق منتخب الديوانية للناشئين الذي أحرز بطولة المنطقة الجنوبية، كما حصل الفريق نفسه على المركز الثاني في بطولة العراق للناشئين.

ونظراً لحالة التصاعد والتطور الكبيرين في مسيرة اللاعب معن كاظم تم ضمه إلى صفوف فريق نادي الرافدين الديواني الذي تأهل للعب في الدوري العراقي الممتاز في سبعينيات القرن المنصرم  حيث حصل مع فريق الرافدين على خبرة جيدة من خلال احتكاكه مع كبار اللاعبين في البلد الذين كانوا يلعبون في بطولة الدوري.

نقطة التحول

ونظراً لتقدم المستويين الفني والبدني مع نضج الخبرة في مسيرة اللاعب الشاب معن كاظم حصلت في مسيرته الكروية نقطة تحول كبيرة جداً عندما أكمل دراسته الإعدادية وتوجه إلى العاصمة بغداد لإكمال دراسته الجامعية حيث كانت الفرصة مواتية جداً لتمثيل منتخب جامعة بغداد وبعد أن مثـَّل الفريق المذكور تمت دعوته لتمثيل نادي الجامعة آنذاك (الطلبة حالياً) من قبل المدرب الدكتور جمال صالح وكان الفريق في وقتها يلعب دوري الدرجة الثانية  حيث أسهم معن كاظم بتأهل فريق الجامعة من دوري الدرجة الثانية إلى دوري الدرجة الأولى لتبدأ مسيرة هذا الفريق في دوري الكبار ويصبح لاحقاً من أهم الفرق الجماهيرية في البلد بينما أسهم الفريق المذكور في تقديم اللاعب الجديد لفرق العاصمة القادم من محافظة الديوانية معن كاظم كلاعب مهم يشار له بالقوة والبسالة، وقد ضم فريق الجامعة مجموعة رائعة من اللاعبين الشباب الذين أصبحوا فيما بعد من أهم نجوم الكرة العراقية.

حيث يقول معن كاظم عن تجربته مع فريق الجامعة: 

إن تجربتي مع فريق نادي الجامعة ـ الطلبة حالياً ـ الذي أعــدُّه  بيتي الثاني كانت تجربة في غاية الروعة والإبداع لأكثر من سبب لعل في مقدمتها أن أغلب لاعبي الفريق هم طلبة جامعيون في كلية التربية الرياضية وكانت لديهم القدرة والطموح والأمل في جعل هذا الفريق من الفرق التي سيكون لها شأن كبير في المستقبل وهذا ما تحقق لاحقاً بالفعل حيث أثمرت تلك العلاقات الرياضية والإنسانية التي تحولت إلى علاقات اجتماعية في بناء بيئة جميلة جداً لفريق الطلبة لذلك فأن هذه التجربة تشعرني بالفخر والاعتزاز برغم أنها لم تكن تتماشى مع طموحاتي الكبيرة بسبب الإصابات التي تعرضت لها ، إذ أن لاعبي الفريق ومدربينا كلهم إخواني وتربطني بهم روابط أكثر من عائلية وتجربتي معهم كانت ناجحة بكل المقاييس والله يشهد على تلك الأيام.

مسيرته الدولية

بعد ذلك واصل اللاعب معن كاظم مسيرته مع فريق الطلبة الذي بدأت نتائجه تتحسن ومستواه يتصاعد ولاعبوه يحظون بمحبة وتقدير ومتابعة الصحافة والجمهور لذلك بات اللاعب معن كاظم هدفاً لمدربي المنتخبات الوطنية خصوصاً بعد أن بدأ لاعبو المنتخبات الوطنية والعسكرية الكبار في خط الدفاع يقتربون من الاعتزال نتيجة لتقدم العمر حيث تمت دعوة اللاعب معن كاظم من قبل المدرب جمال صالح الذي يعرف قدراته بصورة جيدة كونه هو من يدربه في نادي الطلبة إلى صفوف المنتخب العراقي "باء" الذي شارك في بطولة مرديكا الدولية التي أُقيمت في ماليزيا عام 1977 وهي تمثل المشاركة الأولى للمنتخبات العراقية في هذه البطولة. 

شارك معن كاظم في هذه البطولة وأسهم في صعود منتخبنا إلى المباراة النهائية التي خسرها أمام المنتخب الكوري الجنوبي بهدف  مقابل لا شيء، وبعد هذه البطولة تمت دعوته إلى صفوف منتخب الشباب، كما كان مرشحاً للعب في صفوف المنتخب الوطني ولكن الإصابة اللعينة التي تعرض لها حرمته من إكمال مسيرته الدولية وبكـَّرت باعتزاله اللعب ، إذ قرر الاعتزال في عام 1980 أثناء تجميد النشاطات الرياضية في عموم العراق بسبب اندلاع الحرب العراقيةـ الإيرانية آنذاك ، ليتحول إلى التدريب وأشرف على تدريب نادي الديوانية الرياضي وصعد به إلى الدوري الممتاز ومن ثم أشرف على تدريب جامعة القادسية لأكثر من عشرة مواسم. أحرز في موسم 2000 ـ 2001 بطولة جامعات العراق التي كانت الجامعات العراقية آنذاك متخمة بنجوم المنتخب الوطني.

أجمل مبارياته

يضم السجل الشخصي للاعب معن كاظم العديد من المباريات الجميلة التي خاضها خلال مسيرته الكروية، إلا أنه يرى في مباراة فريقه "الطلبة" ضد فريق الزوراء عام1977 هي الأجمل في مسيرته الكروية، لأنه وفـِّق في إبعاد خطر مهاجمي الزوراء الكبار في وقتها علي كاظم وفلاح حسن وحازم جسام وثامر يوسف عن مرماه.

أجمل أهـدافه

وبرغم موقعه الدفاعي إلا أن اللاعب معن كاظم له أهداف جميلة في مسيرته الكروية ومن أجمل هذه الأهداف الهدف الرائع الذي سجله لفريق الطلبة في مرمى نادي الميناء البصري من ركلة ركنية مباشرة حيث حظي هذا الهدف بحديث واسع جداً من قبل وسائل الإعلام والجمهور، لأنه يُعد من الأهداف النادرة جداً في ذلك الوقت.

مميزاتـه

يمتلك اللاعب معن كاظم الكثير من المميزات التي يجب توفرها في اللاعب الذي يلعب في خط الدفاع ومن أبرز هذه الصفات الطول الفارع والقوة الجسمانية الهائلة والقدرة على إجادة ألعاب الهواء ومراقبة المهاجمين، فضلاً عن مهاراته في تنظيم الهجمات لفريقه من الخلف بطريقة عصرية ولولا الإصابة المبكرة التي تعرض لها لكان له شأن آخر.

قفشـات

- كان اللاعب معن كاظم يرتاح للعب إلى جانب جميع لاعبي خط دفاع نادي الطلبة واثق اسود وشاكر علي وجمال علي وكريم فرحان وكاظم مطشر وجليل صالح.

- يتمنى أن يتجاوز نادي الطلبة الرياضي وضعه الحالي في الدوري.

- كما يتمنى أن يتأهل منتخبنا الوطني إلى نهائيات كاْس العالم في البرازيل العام المقبل.

أبرز المدربين

أنعام عبد الكريم ، عبد الله اللامي ،عبد الكاظم ناجي ، الدكتور جمال صالح ،أكرم احمد سلمان ، عبد الوهاب عبد القادر ، المرحومان عمو بابا وثامر محسن.

اترك تعليقك

تغيير رمز التحقق

Top