في نادي الكتاب في كربلاء: قراءة تأويلية لقصة لمحمود شقير

في نادي الكتاب في كربلاء: قراءة تأويلية لقصة لمحمود شقير

يكشف الناقد والقاص جاسم عاصي إن القصة القصيرة جدا ليست تلك التي جاءت بها ناتالي ساروت بل هي مروية قصصية رافدينية جاءت بها الأسطورة قبل ستة آلاف سنة قبل الميلاد وكان كاتبها من امهر القصاصين إذا ما قورنوا بما يكتب الآن، ومنهم حكيم سومري اسمه (احيقار) حيث يكشف من انه كتب عن الحيوانات قبل كليلة ودمنة.

هذا ما قاله عاصي في الأمسية التي كانت مخصصة لقراءة القصة القصيرة جدا (الحمام ) للقاص الفلسطيني محمود شقير والتي أقامها في نادي الكتاب بكربلاء والتي ابتدأها الروائي علي لفتة سعيد بمقدمة عن الناقد من انه واحد من علامات السرد والنقد العراقي بكل ما تحتويه هذه الكلمة، لان عاصي وهو يخوض غمار الكتابة الإبداعية أراد أن يؤسس له مكانته النقدية من جهة ومكانه السردي من جهة أخرى بطريقين متوازيين وهما يلتقيان عند نقطة الإبداع لينطلقا من جديد..ويضيف إن الناقد أمام هذه القصة يقدم قراءة تأويلية تفكيكية تحليلية ويسقط عليها نقديته الخاصة في محاولة لإعطاء البعد الفلسفي للنص من جهته الاجتماعية من جهة ومن جهته الإبداعية من جهة أخرى..ويضيف سعيد ان عاصي سيتخذ من المكان الذي تأتي به القصة ليتوسع الى الأمكنة الأخرى وعلاقتها بالمجتمع وهو دلالة المكان على صورة مصغرة للحياة المجتمعية.
ويتحدث عاصي ولمدة تزيد على الساعة والنصف عن القصة وعن النص السردي والقصصي بشكل خاص وعلاقته بالنص المختار لهذه الأمسية التي تم فيها توزيع النص على الحاضرين لكي تتم التفاعلية القرائية مع التفاعلية النقدية التي يبديها الناقد..ويؤكد عاصي ان النص القصصي أو السردي له علاقة مع التاريخ كونه مركز عمل السارد والموهبة هي وحدها القادرة على التعامل مع خاصيتي السرد والتأريخ أو تجمع بين الواقع والتاريخ وبين السرد والتاريخ من جهة أخرى.
ويضيف إن القصة كما قيل تتمثل بالثقافة الغربية وهي ما جاءت به ناتالي ساروت..ويقول :ان نقادنا لم يلتفتوا الى ان ثمة قاص كتب القصة القصيرة جدا قبل ستة آلاف سنة قبل الميلاد وهو من امهر من يكتبون القصة الآن لأنه حكيم سومري وله سعة وفلسفة وحكمة وقد ادخل الهم الفلسفي في الهم السردي وكتب عن الحيوانات أيضا قبل كليلة ودمنة وهو ( احيقار) وقد كتب النص بكل ما تحمله صفات القصة القصيرة جدا وقد قرأ عاصي نماذج من هذه القصص.
ويعود عاصي للتعريف بالقصة القصيرة جدا ويشير الى أنها تعتمد على التركيز سواء في المشهد أو اللغة وليس فيها ترهل وهي محسوبة مثل ميزان الذهب وهي تختزل ولا تطيل في المشهد وتتجاذب أطرافها لتقدم صورة مركزة والشخصية فيها ليس بالضرورة تعددها بل قد تكون إحالة ولها لغة بسيطة ولكنها بليغة ولها ضربة في النهاية ومن أغراضها السخرية والحكمة والتهكم بالواقع والنقد الموضوعي والسياسي والاجتماعي وتعمل مفردتها على تكثيف السياق وتدل على المعنى وحين تشتغل المفردة داخل النص تكون لها سياقات خارج النص والكلمة تظهر قليلا وتضمر كثيرا وعلى القارئ معرفة ما تضمره.
ويذهب بعدها عاصي الى الإبحار في عالم القصة المنتخبة للأمسية ( الحمام ) فيقدم لنا قراءة نقدية تأويلية وجمالية وتشويقية وهو يقدم رؤيته النقدية الخاصة به فيأخذ كل أبعاد الحمام النسائي التي تدور حولها ثيمة قصة شقير يأخذ الأبعاد التاريخية لهذا المكان وما يحدث به ويؤكد إن حمام النساء هو عبارة عن مكان يحمل كل متناقضات المجتمع وفئاته وهو مكان للتطهر والقداسة وهو مكان للشبق الجنسي ومكان للتعارف والدسائس وهو مكان أيضا للخصوبة والشكوى والتلاقح حين تلتقي النسوة في الحمام أمام البخار وعمليات التدليك وعلاقة الرجل المعطل في المكان..

اترك تعليقك

تغيير رمز التحقق

Top