وصل رئيس اتحاد الكرة ناجح حمود ونائبه الأول عبد الخالق مسعود والعضو نوزاد قادر إلى انطاليا جوهرة الأناضول والتي ترقد على ضفاف البحر المتوسط ، ليرتفع نصاب الاتحاد المتواجد في تركيا إلى خمسة في عيون العدو والحاسد معاً .. ناجح وعبد الخالق ونوزاد وعلي جبار وكامل زغير ، وهو عدد لا يتوفر في العراق دولة مقر الاتحاد في الوقت الحاضر، حيث يستمتع الحاج طارق احمد القائم بمهمة أمانة السر بصفة مؤقتة منذ سنتين ، بموجة حر بغداد اللافحة واكتظاظها المروري ، وانقطاعات الكهرباء ، مردداً مع السيدة ام كلثوم أغنية (أهل الهوى .. يا ليل !)
هذه الهجمة (الناعمة) على مدينة أنطاليا بانتقال كوادر الاتحاد إليها ، لا تتناسب بأي حال من الأحوال مع الهجمة الأخرى (الشرسة) التي يشنها الاتحاد ، بحكم العادة والاعتياد ، على جهات حكومية ورياضية ، يتهمها بقلة الدعم ، وحجب الاهتمام ، وإغلاق الخزائن أمام حاجات الاتحاد ومقتضيات عمله وهو الذي يمثل البلد في محفل مثل بطولة كأس العالم!
لكن العجب العجاب هنا ، أن موسم الهجرة الاتحادية إلى الشمال ، يأتي وسط غضب عارم يجتاح الشارع العراقي ، ولا أقول الشارع الرياضي فقط بعد هزيمة حزيران في تصفيات كأس العالم ، تلك الهزيمة التي يسميها الاتحاد (نكسة) على غرار ما كان يفعل الكاتب الكبير محمد حسنين هيكل في وصف ما جرى للأمة عام 1967 .. الأكثر من هذا ، أن اتحاد الكرة مازال يتنصل من كل ما جرى للمنتخب الأول بالهروب إلى الضفة الشبابية .. يدع كل وسائل الاحتجاج التي أظهرها الناس ، ليدير ظهره إليهم حين يمتطي صهوة الطائر الميمون ليبدأ مغامرة أخرى نرجو ألا تكون فرصة تنصل الاتحاد منها متاحة نظراً لثقتنا – قبل كل شيء – بالمنتخب الشبابي الذي أثبت أن في إمكانه أن يتدبّر كثيراً من شؤونه حين كان كل اهتمام الاتحاد ينصرف إلى المنتخب الأول!
من اتحاد كامل يبقى طارق أحمد وحده مكتفياً بالسفر اليومي المزعج من بيته الى مقر الاتحاد .. الأمر ليس خارج المألوف .. فالرجل غالباً ما يدفع الثمن ، ويرتضي بدور الخافر الذي تمتد مناوبته على مدى أيام وأيام ، في ظل غياب شبه كامل من أعضاء آخرين يحول طول المسافة بين بغداد ومحافظاتهم دون مجيئهم الى مقر الاتحاد إلا حين يتسلمون أوامر سفرهم كرؤساء للوفود الكروية .. وأنا هنا اتحدت عن أعضاء هم يحيى زغير وعبد القادر شمخي وابراهيم قاسم ، ومن دون أن أنسى ثلاثة آخرين استبدّ بهم الزعل منذ أشهر ، وقاطعوا الاتحاد تماماً ولم يعرفوا الطريق إلى مقرّه ، وهم النائب الثاني شرار حيدر والعضوان محمد جواد الصائغ ومحمد خليل!
السفر الجماعي بهذا الإفراط الشديد هو الرد العملي الذي أعدّه الاتحاد لمواجهة المنتقدين والمحتجين والساخطين .. وهو رده السافر على المطالبة باستكمال مباريات الدوري في هذه الأسابيع القائظة .. فمن الناحية العملية لم يعد في الاتحاد من يدير مباريات الدوري بكل تعقيداتها سوى طارق أحمد ، أما بقية نصاب الاتحاد فيتوزع بين مسافر أو ناقم.
وستنتهي رحلة انطاليا وربما غيرها من المدن التركية .. وسيعود الاتحاد الى ممارسة نغمة التجاهل ، وسيلجأ الى خزينه (اللغوي) الذي يلوي فيه عنق الحقائق .. والعارفون ببواطن الأمور وظواهرها يدركون أن كل هزيمة ستمرّ ، وأن أي تبذير في المال العام سيعبر في ظل غياب الرقيب والحسيب .. وهل ما يجري في دهاليز الكرة (شاذ) عمّا يجري في البلد ككل؟!
اترك تعليقك