الشعب (زعلان)

الشعب (زعلان)

عامر القيسي بدون مجاملة نستطيع القول ان قطاعات واسعة من الشعب العراقي (زعلانة) بسبب الهجمة الامبريالية والصهيونية على قرارات وقوانين امتيازات اعضاء مجلس نوابنا العتيد. والعديد من البيانات صدرت وتصدّرت واجهات الصحف من قبل هذه القطاعات تأييدا لامتيازات السادة النوّاب الذين لم يغمض لهم جفن طيلة سنوات جلوسهم تحت قبة البرلمان.

وسرّب لي احد الاصدقاء ان الحكومة العراقية رفضت اعطاء تصريح بتظاهرة جماهيرية وذلك نكاية بمجلس النواب الذي لاحق الحكومة خطوة بخطوة لمحاربة الفساد والمفسدين. وفسّر البعض هذا الرفض بالغيرة من حصول السادة النواب على جوازات دبلوماسية لهم ولعوائلهم لدورة برلمانية قادمة سواء كانوا داخل البرلمان أم خارجه. احد المواطنين الذين لم يتسلموا (اكرامية) العيد البالغة مئة الف دينار، راح يلعن ذلك الصحفي الذي تحدث عن سلفة للسادة النواب بمبلغ مئة مليون دينار، وزاد من لعنته قائلا (حقهم يابه) فالمسؤولية لها ثمن ثم استدرك مبتسما: وما الفرق بين السلفتين سوى ستة اصفار لاتقدم ولا تؤخر في الرياضيات السياسية، ونستطيع الاضافة ان من حسنات (اكرامية) المواطن هي عدم تكلفه عناء تسلمها حفاظا على ماء وجهه، فيما كانت حسنات سلفة السادة النواب ان اطفئ اكثرها بعد فترة وجيزة. ولزعل الشعب مايبرره، لان كل القوانين التي تهم حياة المواطن اولا وتهم قضايانا الوطنية ثانيا وتعيد بناء الوطن ثالثا تم تمريرها بسرعة البرق، فحضرت الكهرباء بعد ان غابت سنينا واختفت طوابير البطالة من امام دوائر الدولة، فيما تحولت (الجنابر) المليونية الى اسواق عصرية تشرح الصدر فرحا. ولم نعد نسمع ابدا عن مدارس من الصفيح ولم يعد يخيفنا الشتاء، طال أم قصر، زاد مطره ام قل، فشوارعنا مبلطة وصارت صالحة لممارسة رياضة التزلج على الاسفلت بكل رهاوة ومهارة. هذه امور بسيطة منجزة، والاهم منها حسب آخر استطلاع للرأي العام العراقي، ان السادة النوّاب تصدوا لكل اشكال التدخلات بالشأن العراقي، كل من بابه وشباكه وموقعه، فاختفت سياسة تبويس اللحى لصالح سياسة مصالح العراق اولا وتلاشت الى الابد كل اشكال المداهنات السياسية مع دول الجوار وغير الجوار تحت ضغط السياسات الحكيمة للسادة النواب ثانيا، فيما تراجعت قوانين حقوق النواّب الى آخر قائمة جدول اعمال اي اجتماع عقده نواّبنا الأكارم ثالثا. فلماذا لا(يزعل) الشعب وينزعج من سياسة التلفيق والمؤامرات التي تقودها الصهيونية العالمية ضد جبروت مجلس نوابنا العتيد، حقيقة لماذا لانزعل؟ ولماذا الشوشرة على (شويّة) ملايين واراض وجوازات دبلوماسية لهم ولعيالهم؟ كل الذي نستطيع ان نقوله للحساد والمتآمرين،عين الحسود فيها ألف عود، او الاصح تبلى بالعمى! سيروا ايها السادة النواب في طريقكم وانتم تحصدون المغانم على طريقة الحروب العربية القديمة، فقد تصديتم للارهاب بارواحكم وكان البعض منكم يأبى الا ان يستنكر الاعمال الاجرامية ضد الشعب العراقي، من مكانه في مؤتمر لمعالجة الانفلونزا في بلاد الكفار! وعانيتم غضب شمس تموز العراقية مثلما عانينا وجعتم مثلما جعنا واخيرا كنتم مثلنا على درجة عالية من الشجاعة وانتم تواجهون كل مخاطر البلاد من المنطقة الخضراء! فلماذا الكلام (الماصخ) بربكم!

اترك تعليقك

تغيير رمز التحقق

Top