علي الوردي في مقهى أدباء البصرة

علي الوردي في مقهى أدباء البصرة

خصّ التجمع الثقافي الحديث في البصرة في مقره بمقهى الأدباء الناشط السياسي والفنان عبد الرزاق الحلفي في جلسة الجمعة الثقافية في مداخلة عنوانها (علي الوردي.. حياته وأفكاره) قدمه الكاتب ناصر الكناني، تحدث الحلفي عن حياة عالم الاجتماع العراقي علي الوردي،  متتبعاً إياها منذ ولادته وابرز المواقف التي اتخذها الوردي وخاصة أيام العهود السابقة والنظام المنهار بالذات، وابرز كتبه وبعض آرائه في المجتمع العراقي وتسجيله اجتماعياً لتاريخ العراق الحديث في كتبه المختلفة وخاصة كتابه (وعاظ السلاطين)، إذ سجل فيه عبر التاريخ انتهازية بعض المثقفين والمتعلمين دفاعاً عن مصالحهم ومنافعهم، مؤكداً أن ما يحصل الآن في المشهد الثقافي والسياسي متطابق جداً مع ما أورده الوردي. وتطرق الحلفي إلى بعض المفاهيم التي ارتكز عليها الوردي في تأسيسه لمنهجه البحثي في علم الاجتماع وعمله الدائب في تشريح طبيعة المجتمع العراقي عبر التاريخ والتغيرات الجوهرية التي أصابته وغيرت قيمه. وتطرق الحلفي إلى معاداة الأنظمة السابقة وبعض الشرائح الاجتماعية والسياسية - الدينية بكل تلوناتها إلى أطروحات علي الوردي والتشكيك بها حتى بعد مغادرته الحياة، ومطاردته حالياً وهو في قبره الذي أزيل من مكانه بحجة توسيع الجامع الذي دفن إلى جواره. ثم فتح الكناني باب الحوارات وابتدأها الكاتب خالد خضير الصالحي الذي ذكر أن المحاضرة كان يعوزها الكثير لتبدو مكتملة، فقد كان العنوان (علي الوردي.. حياته وأفكاره) فضفاضاً ويعاني تناقضاً داخلياً حيث لا علاقة بين حياة علي الوردي وشكل أفكاره بالضرورة وكان الواجب التركيز على المرتكزات الفكرية لعلي الوردي وهي عديدة يمكن إيراد بعضها بعجالة منها: التناقض في الشخصية العراقية باعتباره المفهوم المركزي عند الدكتور الوردي، والكيفية التي فهم فيها الوردي العوامل الفاعلة في التحولات الاجتماعية والتاريخ، وهجومه على الإيديولوجيين في مختلف الاتجاهات والذين يسميهم وعاظ السلاطين، والهجوم المزدوج الذي تعرض له الوردي من اليساريين ومن رجال الدين معاً لأنه كان مع مجموعة من المثقفين يمثلون التيار المستقل في الثقافة العراقية والذين كانوا يتعرضون إلى مختلف الضغوط جراء استقلاليتهم، ولم يتحدث المحاضر عن آراء علي الوردي حول الأدب والثقافة، وغيرها من الموضوعات التي كان يمكن أن تشكل موضوعاً للحديث عن الوردي. وأضاف الصالحي أن مصطلح (ازدواج الشخصية العراقية) استخدمه الوردي في محاضرة له في بغداد عام  1951، وكان يستند حسب قول الوردي إلى جملة من القرائن "فالعراقي اقل الناس تمسكا بالدين، وأكثرهم انغماساً في النزاع بين المذاهب الدينية، فتراه ملحداً من ناحية وطائفياً من ناحية أخرى"، وكان هذا المصطلح عند الوردي يقترب كثيراً من إعراض مرض انفصام الشخصية فالوردي يصف (أعراضه) بأن العراقي، في الواقع ذو شخصيتين، وهو إذ يعمل بإحدى الشخصيتين ينسى ما فعل آنفاً بالشخصية الأخرى، وذلك حسب علي الوردي، مرده إلى ظهور نفس أخرى فيه لا تدري ماذا قالت النفس الأولى وماذا فعلت!!؛ وبذلك يكون قد عمم حالة مرضية (إكلينيكية) على شعب بأكمله، والصحيح كما يؤكد الدكتور قاسم حسين صالح إن هنالك فرقاً بين حالة التناشز أو التنافر أو عدم التطابق بين الفكرة والمعتقد الذي يحمله الفرد كعضو في مجتمع، وبين التصرف الذي يقوم به.

اترك تعليقك

تغيير رمز التحقق

Top