فنانة الشعب زينـب تعيد الجمهور إلى زمن الفن الجميل

فنانة الشعب زينـب تعيد الجمهور إلى زمن الفن الجميل

 كاظـــــم الجماســــيتصوير/ مهدي الخالديأقامت المدى بيت الثقافة والفنون، استذكارا بمناسبة الذكرى الحادية عشرة لوفاة فنانة الشعب زينب، في بيت المدى بشارع المتنبي. وحضر حفل الاستذكار جمهور غفير من الفنانين والمثقفين. قدم للاحتفالية الشاعر عبد الخالق كيطان، بكلمة حيا فيها (المدى) التي ما انفكت تزيل غبار النسيان عن جواهر الإبداع العراقي في شتى حقوله الفكرية والأدبية والفنية.

وأضاف: وإذ نحتفي اليوم بفنانة الشعب الراحلة (زينب)، إنما نحتفي بروح مبدعة خالدة في ضمير العراقيين وذاكرة الفن الأصيل وينبغي لنا أن نضع قضية الإبداع العراقي في المنافي نصب أعيننا، ذلك لأنها تجربة ينفرد بها العراقيون من دون شعوب العالم اجمع، فقد أفرزت حقيقة جوهرية مهمة تمثلت في انتماء أصيل الى مفهوم المواطنة الحقة.وكان السيناريست والكاتب الدرامي عادل كاظم أول المتحدثين حيث ارتجل حديث ذكريات جاء فيه:زينب تتزعم التظاهرةكان لقاء عجيبا مع امرأة من طراز عجيب، فعندما انهارت ثورة 14 تموز، خرجنا نحن الفتية، وكنت في الثامنة عشرة من عمري في تظاهرة احتجاجية متوجهة الى وزارة الدفاع، كل يحمل بيده اما عصا او حجارة، فتناولت مثلهم عصا، وإذا بيد امرأة توضع على كتفي وتطلب مني أن اعطيها العصا.. فتبادر الى خاطري أنني كنت قد رأيت هذه المرأة في مكان ما.. وراحت تتقدم المتظاهرين في شارع الرشيد وعند تمثال الرصافي، كانت سيارات المتآمرين ومدرعاتهم تضع صورة الزعيم قاسم خداعا للمتظاهرين.. وعندئذ قفزت إلى ذاكرتي رؤيتي تلك المرأة وقد كانت تعتلي خشبة المسرح في عام 1959، تؤدي دورها في المسرحية الشهيرة (أنا أمك يا شاكر) في محافظة البصرة.. فيما بعد كتبت مسرحية قام بإخراجها الفنان إبراهيم جلال الذي أجبرني على الصعود الى الخشبة لأول مرة في حياتي، وكانت أمامي زينب وناهد الرماح وجبار عباس ومكي البدري، وقدم أول عرض لها على مسارح الكويت..وهي المرة الأولى في تاريخ المسرح العراقي التي تخرج فيها مسرحية عراقية خارج الحدود.. وقد لاقت نجاحا كبيرا، وأعيد عرضها على مسارح بغداد، إذ كانت اسماء زينب وناهدة وخليل شوقي كافية لكي تنجح المسرحية نجاحا باهرا..فيلم وثائقيأعقب ذلك عرض فيلم وثائقي عن حياة وابداع فنانة الشعب زينب قامت بانتاجه مؤسسة (المدى).مثقفة عضوية ثم تحدث الاعلامي الكبير عبد الرزاق الصافي قائلا:من الممكن اعتبار الرائدة (فخرية عبد الكريم) واحدة من جمع كبير من المثقفين العراقيين الذين يمكن وصفهم بالمثقفين العضويين الذي أسهموا في إدامة زخم نضال الحركة الديمقراطية التقدمية في العراق.ولم تكن زينب فنانة مبدعة ومثقفة من طراز خاص بل كانت أيضاً مناضلة عنيدة من أجل تحقيق أهداف شعبها المشروعة، فضلاً عن أنها كانت مستعدة للتضحية بأعز ما تملك من أجل تحقيق رسالة الفن السامية، وفي ظروف غاية في الصعوبة.انسانة متحررة في وقت عصيبثم تحدث الكاتب السينمائي حسين السلمان قائلاً:يكمن خلف ابداع وتألق زينب عقل اديولوجي نير، وشكلت فرقة المسرح الفني الحديث مدرسة كان لها تأثير حاسم في خلق علم في سماء الفن العراقي اسمه زينب، ولم تكن فنانة مبدعة فقط بل كانت انسانة متحررة في زمن عصيب جداً لم يكن يحترم المرأة ويغمط حقوقها بنحو قاس.زينب تتحدث عن بداياتهاوفي مداخلة للكاتب مزهر رشيد الشمري تحدث فيها على لسان زينب قائلا:أحببت التمثيل منذ نعومة اظفاري، ثم ارتقيت المسرح لأول مرة بعد ثورة الرابع عشر من تموز، وانضممت الى المسرح الحديث..وجاءني الاستاذ ابراهيم جلال بعد أدائي لدوري في مسرحية (أنا أمك يا شاكر) باكيا وقائلاً: رائعة.. عظيمة زينب.وفيما بعد ايقنت ان التمثيل ليس عملاً من اعمال النزوة العابرة، بل هو ثورة عارمة وتمرد صارخ على ظلم كان الشعب يرزح تحته..درس الصدق الكبير تلت ذلك مداخلة للفنانة ابتسام فريد التي استذكرت قائلة:كنت محظوظة في الخمسينيات وأنا بعمر الصبا أني شاهدت زينب على خشبة المسرح، وكنت في غاية السعادة أن اتعلم منها ومن غيرها من رائدات التمثيل في العراق، ثم تتبعت خطواتها وتأثرت بها تأثراً كبيراً.تستحق أن نقيم لها تمثالاً..وتحدث الكاتب صباح المندلاوي قائلاً:كانت الفنانة زينب مفخرة لشعبنا العراقي، عرفتها طالبة في اكاديمية الفنون الجميلة، ومثلت على خشبتها دور الأم في مسرحية (دائرة الطباشير القوقازية) من إخراج إبراهيم جلال..، كانت زينب خريجة كلية الآداب قسم اللغة العربية قاصة متمكنة.فنانة عظيمةوكان آخر المتحدثين الفنانة آزادوهي صاموئيل إذ قالت:مثلت مع زينب الكثير من الاعمـــــــــــــال المهمة، ربمــــــــا كان اهمها (أنا أمك يا شاكر) و (تموز يقرع الاجراس) لقد كانت فنانة عظيمة وانســـــــــــــــانة عظيمة في ذات الوقت، وقـــــــــــــــد ارتبطت بها بعلاقة متينـــة لا يمكن لي أن أنسى دقائقها ما حييت.

اترك تعليقك

تغيير رمز التحقق

Top