وليد ناصيف: النشر حب قبل أن يكون مهنة.. والكتاب الورقي سيصمد أمام وسائل المعرفة الأخرى

وليد ناصيف: النشر حب قبل أن يكون مهنة.. والكتاب الورقي سيصمد أمام وسائل المعرفة الأخرى



قد يبدو منطق وليد ناصيف في موضوع حب القراءة وعدم الاهتمام بالربح التجاري بقدر التأكيد على الإضافة النوعية للمكتبة الإنسانية والتواصل مع القراء غريباً بالنسبة لبعض الناشرين الشباب ،ولكن ناصيف يصر على هذا المبدأ الذي بقي يعمل عليه منذ اكثر من ثلاثة عقود وسيستمر به لأن النشر هو حب للثقافة والمعرفة واهتمام بهما اكثر من كونه وسيلة لكسب العيش .
وبدأ ناصيف رحلته مع الكتاب في سنة 1980 مدفوعاً بإدمان المطالعة واستكمالاً لمهنة الأهل حين افتتح في منطقة الحلبوني بسوريا أول نواة لدار الكتاب العربي دمشق _ القاهرة وفي مكتب صغير مؤلف من غرفتين وانتهى اليوم بشركة تملك فرعين في العاصمة السورية وآخر في العاصمة المصرية ويشارك في اغلب المعارض العربية والخارجية ولديه جمهور كبير من القراء والزبائن وقائمة طويلة من المؤلفين والكتاب الذين يتولون عملية النشر والتوزيع لهم .
ويوضح ناصيف في حديث إلى (المدى) ان اهم المعايير التي يتبعها في اختيار الكتاب هي احتواؤه على إضافة مهمة وسد لنقص موجود في المكتبة والمعرفة الإنسانية ، مبيناً انه شخصياً لا يهتم لاسم المؤلف بقدر اهتمامه بالنص والموضوع اللذين يحتويهما الكتاب الذي يعتزم نشره وتوزيعه .
ويبين صاحب دار الكتاب العربي ان الناشر الناجح هو الذي يمتلك الحس بالموضوع وهي ميزة تمكنه من معرفة الكتاب المطلوب والمؤهل للنجاح في السوق، وهذه الميزة تكون حاصل الخبرة المتراكمة والخزين الثقافي المتكون من سنوات طويلة من القراءة ، لافتاً إلى ان مهنة الناشر لا تخلو من المجازفة ،والناجح في هذا المجال هو من يملك روح المغامرة ومن يفتقر إليها فمن الأفضل له عدم العمل في هذا المجال .
وعن مراحل نشر كتاب يوضح ناصيف بان المرحلة الأولى هي اختيار النص والموضوع وهي المهمة ومن ثم تأتي مرحلة الإخراج والتي لابد ان تتوفر فيها جودة الطباعة والتميز في اختيار الغلاف والعنوان ،فيما يقسم القراء إلى نوعين وهما صنف يبحث عن موضوع معين يريد ان يزيد معالمة ومعارفه عنه وصنف يبحث عن اي شيء يريد ان يطلع عليه لافتاً إلى ان الصنف تجذبه العناوين والأغلفة .
وعن مسيرة عمل دار الكتاب العربي يشير ناصيف  إلى ان العمل الممتد منذ 34 سنة كانت حصيلته اكثر من 1200 عنوان شاملة لجميع أي اختصاص يهم القارئ من سياسة وثقافة وتراجم وغيرها وان العديد من المؤلفين كانت بدايتهم من خلال الدار ومنهم السوري رياض العبدالله والمصري أنيس الدغيدي ومواطنه احمد حجازي السقا وهو اهم من كتب في مقارنة الأديان وغيرهم آخرون.
وبشأن أكثر الأنواع والأصناف من الكتب التي تلقى رواجاً يقول ناصيف ان كتب الظواهر العلمية الخارقة والغريبة مثل الأطباق الطائرة ومثلث برمودا كانت مزدهرة في مرحلة الثمانينات فيما تحقق الكتب السياسية التي تواكب التطورات الحاصلة في المنطقة انتشاراً كبيراً بعد سنة 2000 وهي الأكثر طلباً وتأتي من بعدها مؤلفات السير الذاتية التي يرغب بها القارئ للمعرفة والاستفادة من تجارب الشخصيات المؤثرة في المسيرة البشرية واخذ الدروس والعبر من نجاحاتهم وإخفاقهم  ،متابعاً بان الأصناف الأخرى المرغوبة هي كتب التنمية البشرية والشعر والأدب .
ويتابع :بان كتبا مثل (طبائع الاستبداد) لعبد الرحمن الكواكبي و(أحجار على رقعة الشطرنج) لوليم كار و(الفوضى الخلاقة) لرمزي المنياوي تبقى كتبا مرغوبة وعليها طلب بينما سجلت الدورة الحالية من معرض أربيل للكتاب بدورته الحالية نفاد عناوين عديدة ،ومن أبرزها (سلسلة الفلاسفة) لمجدي كامل و(وراء كل عبقري قصة معاناة) لسلمى مجدي و(رب صدفة خير من ألف ميعاد) من تأليف احمد المنياوي مع كتب تقليدية مثل (جيفارا) لأحمد ناصيف و (الأمير) للإيطالي نيقولا ميكافيلي.
ويرد ناصيف على القائلين بتراجع الكتاب أمام وسائل المعرفة الأخرى بالقول ان الاستمتاع بطقوس قراءة الكتاب وملمسه هو شعور يختلف تماماً عن أي طريقة أخرى للمطالعة ، مشدداً على ان الكتاب الورقي سيصمد أمام غيره من وسائل المعرفة على تنوعها.
وعن أهمية وضرورة المشاركة في المعارض بالنسبة للناشر يبين ناصيف ان الناشر الحقيقي والعريق ليس بالضرورة ان تكون مشاركته من اجل الربح المادي وإنما لديه أهداف في مقدمتها التواصل مع القراء أو المكتبات والجهات العامة المهتمة بالثقافة في حين يأتي دافع الربح المادي بعد هذه الأهداف .
ويحرص ناصيف على المشاركة في معرض أربيل الدولي للكتاب منذ سبع  سنوات ،مؤكداً عزمة على المشاركة في جميع الدورات المقبلة من المعرض الذي يكن احتراماً كبيراً له وللقائمين عليه وجمهوره من الزوار والقراء.

اترك تعليقك

تغيير رمز التحقق

Top