أدباء النجف يناقش أسس ما بعد الحداثة

أدباء النجف يناقش أسس ما بعد الحداثة

ضمن أماسي اتحاد أدباء النجف ، كانت أمسية جميلة ورائعة حملت عنوان (أسس فلسفية لمرحة ما بعد الحداثة) وكانت للباحثين الاكاديميين علي حاكم صالح والدكتور زيد الكبيسي وقدمها الدكتور وسام دويج.
في بدايتها ، طرح مقدم الأمسية عددا من الأسئلة التي جعلها عتبة للاستماع الى المحاضرتين وقال : "ماذا يعني مفهوم الحداثة وما بعد الحداثة ، وهل هناك علاقة مبنى بينهما ، وهل العلاقة هي علاقة اتصال وتعميق وتجذير ام انفصال واقع ام تجاور او تجاوز".وقال "ان ما بعد الحداثة هي مرحلة ثانية للحداثة وتساءل ايضا : هل نحتاج الى حداثة ام ما بعد الحداثة لان هناك اختلافات كثيرة ، فالحداثة شيء والتحديث شيء اخر؟"
وتحدث بعدها الباحث علي حاكم صالح مقدما شرحا عن المفهومين وعمقهما التاريخي وقال ان "مفهوم ما بعد الحداثة هو جزء من سمة الغموض والتشظي واللامركزية والتعددية والحداثة"، كما قال "بدأت مع بداية عصر النهضة وحدثت انتقالة من العصور الوسطى الى العصر الحديث والتفطر الحديث على أسس الحداثة هي التجريب وظهور الإصلاح الديني ، والحداثة تشكل كل ما له علاقة بالحياة"، وتساءل : هل هناك أسس لما بعد الحداثة او كان لها ظهور معين لسبب معين؟
وقال ايضا "ان ما بعد الحداثة لا تعني الاستمرارية لدى البعض من المفكرين والمشتغلين في حقول الحداثة بل هي ضد الحداثة وهناك من اعتبرها بانها استمرارية للرأسمالية"..وحاول الباحث ان يعطي المصطلح ضدياته وتأثيراته وتأثير الاعلام بوصفه الحقيقة على العكس من التاريخ..وبين ان ما بعد الحداثة تتجاوز حدود الادراك لمجتمعاتنا وعلاقتنا ويبدو فهمنا قاصرا لما بعد الحداثة حتى ان حدود معرفتنا بعد لا تتعدى الحداثة في الشعر على يد السياب ونازك ولم نغادر هذه المنطقة.
وتحدث الدكتور زيد الكبيسي عن المصطلح بوصفه مصطلحا جمعيا فلسفيا باعتبار ان الفلسفة تقدم الأسس التداولية لأي مفهوم فكري يطرح على الساحة الثقافية..ويقول ان مفهوم ما بعد الحداثة لا يمكن الإمساك به لان اصل المفهوم انشئ ليناقض ما كان ولا تسمية مرحلة وتحديد تاريخ لان ما بعد تفهم زمنيا..ويضيف انه يمكن ان نحدد الأسس الفلسفية وليس بالضرورة ان تكون تاريخية بل تداولية للمفهوم لأسباب عديدة ليشرح بعدها جملة من الأسباب التي جعلت من تلقي المصطلح خاضعا الى آراء الكثير من باعثيه والمشتغلين عليه..وأشار الى ان المصطلح يأخذ ثلاثة أدوار هي الذاتي الذي يؤدي بعد ذلك الى العقلاني والذي ادى بدوره الى العدمية والتي تعني أفول مركزية الآلهة التي كانت تستمد مكانتها في العصور الوسطى وصعود مركزية الذات..ويوضح ان مشروع الحداثة مشروع سلطوي ايضا وهو مركزية أساسية ومقترن بالعقل الذي يتيح تقنية حداثوية ومنها ما يمكن ان يحصل من تقدم فضلا عن الحروب.
وشهدت الأمسية مناقشات عديدة أبداها العديد من المشاركين من اكاديميين وأدباء بين مؤيد ومستفسر عن مصطلح الحداثة وما بعد الحداثة وأين هم المفكرون العراقيون والعرب والإسلاميون مما يجري ومتى يمكن ان ينطبق عليهم مصطلح ما بعد الحداثة عادين في بعض المداخلات ان الحداثة ذاتها لم تغادرنا فمازال المتنبي مثلا حداثويا في شعره لان لا منطقة يمكن ان تنطلق منها هذه الشعوب.

اترك تعليقك

تغيير رمز التحقق

Top