التحالف المدني الديمقراطي ... المسيرة الصعبة

آراء وأفكار 2014/05/05 09:01:00 م

التحالف المدني الديمقراطي ... المسيرة الصعبة

في حوار عابر عن التحالف المدني الديمقراطي فيما يخص عدد المقاعد التي سوف يحصل عليها في المعركة الانتخابية النيابية ، كان هناك تباين بين المتحاورين ، ولكن انحصر التوقع بين خمسة مقاعد إلى عشرة .
كنت صامتا ، وفيما توجه لي أحد المحاورين بالسؤال عن هذه النسبة ومدى واقعيتها ، كان جوابي ما معناه : أنا فرحان حتى لو يحصل التحالف المدني على ثلاثة أصوات ، وستكون فرحتي أكبر لو حصل على عشرين صوتا بطبيعة الحال ، ولما طلب من أحد المحاورين ان افصح أكثر ، أجبته ما معناه تقريبا : ليست المشكلة في عدد المقاعد بالنسبة للتحالف المدني الديمقراطي، بل المهم هو أن يكون للتحالف صوته القوي في البرلمان.


ليس سرا أن هناك انعطافة ملحوظة في توجهات العراقيين الانتخابية ، انعطافة باتجاه توكيل المصير إلى ذوي الاتجاهات الديمقراطية أساسا ، وليس ذوي الاتجاهات  (الديمقراطية ) عرَضا واضطرارا ، كما هي نظرية نائب رئيس الجمهورية خضير الخزاعي ، او نظرية وزير التعليم العالي علي الأديب ، وهي انعطافة تبعث فينا بصيص أمل ، حتى إذا كانت هذه الانعطافة رد فعل على تجربة ( الإسلاميين ) المرة ، التجربة التي جرَّعت الناس الويل والثبور ، وليس عن إيمان مفصل ووعي عميق بالديمقراطية ومسؤولية الاختيار وتبعاته ، فإن مسيرة الألف ميل تبدأ بميل واحد كما يقولون .
ليس المهم  ان يحصل التيار الديمقراطي المدني على عدد كبير أو صغير من الأصوات ومن ثم عدد المقاعد في البرلمان ، إنما المهم هو هل سيكون لهؤلاء الديمقراطيين المدنيين صوتهم العالي تحت قبة البرلمان ؟ هل سيكون لهم صوت شجاع ؟ هل سيكون صوتهم قويا  يترجم الأماني الطموحة للشعب العراقي خاصة الطبقات الكادحة والمحرومة ،حيث يشهد العراق الى جانب ذلك إثراء غير مشروع حظي به الكثير من العوائل الحاكمة  في العراق ( الجديد )؟ أم يخضع وإن في بعض شخوصه الى المساومات والاغراءات المادية والوجاهية فيخون الأمانة ، ويتسبب بانتكاسة جديدة لجماهير هذا الشعب المغلوبة على أمرها بتحكيم ( العائلة المؤمنة ) ؟
أطرح هذه الأفكار لعلمي أن البعض من أصحاب الحكم ، والمتسلطين على القرار السياسي في البلد، ولعلهم في المرتبة العليا من هيكل الدولة والحكومة يفكر من الآن بشق وتحجيم التحالف المدني الديمقراطي ، وسلاحه في ذلك المال والجاه ، نعم ، وهناك كلام يدور في أروقة بعض المتنفذين في هذه النقطة بالذات ، وجوهر الكلام ، ان ( أكبر واحد نجرّه بوزارة خائبة أو حفنة دولارات أو مناقصة بائسة )، وتشفع لهم محاولاتهم ( الناجحة ) في تسييس القضاء العراقي ، وشق الكتل الكبيرة ، وتمزيق ( المعارضة ) ، وبالتالي ، فإن التحالف المدني الديمقراطي الجديد لا يختلف عن تلك الكتل والجماعات والأحزاب والمؤسسات ، فالمال موجود ، والكرسي الوزاري ليس حرما مقدسا  !!
أن أَملي بالتحالف المدني الديمقراطي هو الأصالة ، الأصالة المبدئية والشعبية والسياسية ، وعيون منتخبيه متجهة نحوه ، وفيما دلل أنه ضد الاغراءات الحرام ، وضد الوسائل الهابطة في شق القوى وكسبها والتحكم بها ، إنما سوف يزيد في رصيده الشعبي ، وسوف يرشحه للقيادة الشعبية ، وعلى الأمد المتوسط ، يلقي بين يديه قيادة العراق ، العراق بكل أطيافه ومكوناته ، بلا تفريق ولا تمييز .
لا أتكلم عن فراغ ، لان هناك تجربة مرّة عاشها العراقيون خلال السنوات العشر الماضية ، حيث مارس أكبر راس بالسلطة عملية تشقيق وتمزيق القوى الأخرى بالمال ، ليس بذكاء عمرو بن العاص ، بل بمال معاوية ابن أبي سفيان ، وثقوا ، هذه هي عقيدته .
أن التحالف المدني الديمقراطي مطالب بان يتحول الى كتلة برلمانية صلبة ، ومطالب بأن يكون ممثلا لضمير الشعب الممتحن ، وأي شرخ ، او أي تصدع في بنية هذا التكتل يعني انتكاسة جديدة لتجربة الناس بمن يمثلهم ، وتكريس لقوى الظلام والاستغلال والاستبداد في بنية الدولة والحكومة .
إن الطريق أمام التحالف المدني الديمقراطي طويل ، صعب ، شاق ، ومن الخطأ التفكير بان الحصول على بضعة مقاعد في البرلمان هو النهاية ، بل هو البداية ، وليست هناك نهاية في الحقيقة ، بل ان هناك مسيرة مستمرة ، فهل سينجح التحالف المدني الديمقراطي في مواصلة المسيرة الصعبة الشاقة ؟
يتبع

تعليقات الزوار

  • ابو اثير

    أمل العراقيين كان متوجها نحو التحالف المدني الديمقراطي ليكسر طوق النخبة السياسية المهيمنة على المشهد السياسي ومن الطبيعي وجزما أن الكتل المهيمنة سوف لن تترك فرصة ألا وتستغلها لعزل هذا التيار الديمقراطي وبكل قوة وأكبر دليل على ذلك هي فتوى الحائري بعدم أنتخ

اترك تعليقك

تغيير رمز التحقق

Top