ردود أفعال أدباء كوبا إزاء عودة العلاقات الأميركية–الكوبية

ردود أفعال أدباء كوبا إزاء عودة العلاقات الأميركية–الكوبية

جاءت ردود الأفعال متناقضة للمؤلفين الكوبيين المنفيين عن بلدهم الأصلي كوبا بعد الإعلان عن عودة العلاقات الديبلوماسية بين الولايات المتحدة وكوبا ...
في كانون الثاني ، ستكمل الروائية الكوبية زوي فالديس عشرين عاما على مغادرتها بلادها التي ولدت فيها عام 1959 لتستقر في باريس ، فهي من الشخصيات المسجلة دائما في القائمة السوداء والممنوعة من الإقامة في بلدها الأصلي ..فالديس قالت عن نهاية الحصار الأميركي لكوبا ان الأمر لم يتعد كونه اقتراحا من الرئيس الاميركي باراك اوباما ولم يحرز تقدما حقيقيا حتى هذه اللحظة ..وتقول فالديس ان خطاب راوول كاسترو لم يقنعها وانها استمعت الى رجل متعب ، كما ان كوبا لن تشهد تغييرا طالما يمكن اعتبار انتهاء هذا الحصار هو هدية قدمتها أميركا للدكتاتورية وستنفع القادة والأغنياء وليس الشعب ...
على سبيل المقارنة ، كان اوباما قد اكد على إعادة علاقات اميركا مع الصين مايعني ان الهدف من ذلك اقتصادي وليس ديمقراطيا ..وتقول فالديس انها تعرف مافعلته الولايات المتحدة مع كوبا وان الكوبيين راودهم بعض الأمل بعد سقوط جدار برلين بأن تتغير الأمور لكنهم سرعان ما أصيبوا بخيبة أمل ..وتعرف فالديس ما يجري في كوبا من خلال عائلتها وأصدقائها فهم عاجزون عن سماع خطاب اوباما لأن الانترنت ممنوع هناك ...وكانت فالديس قد غادرت كوبا منذ عشرين عاما وبقي اسمها في القائمة السوداء فهل سيختفي منها بعد اقتراح اوباما بإعادة العلاقات مع كوبا ..هذا ما لاتتخيله فالديس ابدا!!
من جهته ، يبدو الكاتب ادواردو مانيه المولود في عام 1930 في هافانا اكثر ثقة بقرار رفع الحصار فهو يعتبره أملا جديدا بالنسبة للمثقفين والكتاب الكوبيين ..ويكتب مانيه باللغة الفرنسية لكن رواياته تغرف دائما من تراث وثقافة وتاريخ بلده الأم كما يتضح من عناوينها مثل ( الأشقاء الثلاثة كاسترو ) ، (عشيقة القائد كاسترو ) ، (رابسودي الكوبي ) ..وكان مانيه قد قابل راوول كاسترو في الجامعة وحكم عليه بالنفي من بلده عام 1968 ..
ويرى مانيه ان بعض الأشياء لن تتغير بعد رفع الحصار أما الثقافة فلاشك انها ستحظى ببعض التغيير فقد اعتاد الشعب الكوبي ان يربط بين الحصار وكل شيء سيئ يحدث في البلد لذا فإن الحل ليس في تغيير النظام بل في توفير الانفتاح الذي ينشده الكوبيون ..ويشير مانيه الى ظهور دلالات على الانفتاح المقبل منها التساهل في تأشيرات الدخول والخروج مؤكدا على اقتراب الديمقراطية من كوبا...
وكانت كوبا قد انتجت الكثيرمن الأعمال الأدبية حيث بدأ الأدب الكوبي في أوائل القرن التاسع عشر ، وهيمنت مواضيع الاستقلال والحرية على أدب "خوسيه مارتي " الذي قاد حركة الحداثة في الأدب الكوبي ، كما ركز كتّاب مثل نيكولاس غيين وخوسيه تاليت على الأدب كوسيلة للاحتجاج الجماعي وكان شعر دولسي ماريا لويناز وخوسيه ليزاما ايضا مؤثرا ، بينما كتب الرومانسي ميغيل بارينت رواية ( الجميع يحلم بكوبا ) التي تعكس المزيد من الكآبة في كوبا ..بعد الثورة ،عرف كتاب مثل رينالدو اريناس وغييرمو كابريرا انفانتي ومؤخرا دانيا تشافينو وبيدرو خوان غوتيريز وزوي فالديس وغييرمو روزاليس وليوناردو بادورا على المستوى الدولي ، على الرغم من ان العديد من هؤلاء الكتاب وجدوا انفسهم مضطرين لمواصلة عملهم في المنفى بسبب آرائهم الاستقلالية واضطهاد السلطة وسيطرتها الايديولوجية على وسائل الاعلام.

اترك تعليقك

تغيير رمز التحقق

Top