أمن نينوى: حركة المسلحين بين مدّ وجزر... والتصعيد السياسي ينعشها

أمن نينوى: حركة المسلحين بين مدّ وجزر... والتصعيد السياسي ينعشها

افادت لجنة الأمن والدفاع النيابية بوجود نشاط مكثف لتنظيم القاعدة شمال البلاد، فيما نفت لجنة الأمن في محافظة نينوى قيام اعضاء من عناصر القاعدة بالتدريب في الموصل ضمن معسكر يعد الاكبر بعد افغانستان،على الرغم من تأكيد بعض النواب والمسؤولين المحليين في المحافظة على تردي الوضع الامني في الموصل وارتباط نشاط المسلحين بالمواقف السياسية.
يأتي ذلك في وقت كشفت فيه مصادر امنية امس الأربعاء عن استحداث تنظيم القاعدة مركز تدريب رئيس في العراق خاص لعناصره التي تنفذ خططه في أنحاء العالم، ليصبح المقر الثاني بعد أفغانستان.
وقال المصدر في تصريحات صحفية وطلب عدم ذكر اسمه "، إن "تنظيم القاعدة قد أضاف مقرا جديدا في البلاد لتدريب عناصره بعد افغانستان"، مؤكدا على ان "المقر يقع بالتحديد شمالي مدينة الموصل ويعد مطلقا لعمليات التنظيم المحلية والعالمية".
وأكد عضو لجنة الأمن والدفاع حسن جهاد ان "اللجنة لديها معلومات عن قيام الجماعات المسلحة بنشاط في نينوى ".
وشدد جهاد في اتصال يوم امس مع "المدى " على "ان تنظيم القاعدة وحسب معلومات امنية قام بالتدريب في احد المعسكرات في شمالي الموصل "، مضيفا ان "التدريبات مصورة ومنشورة على بعض المواقع الخاصة بالجماعات المسلحة على شبكة الانترنت ". وحسب المصدر الامني الذي فضل عدم الكشف عن اسمه أن "التنظيم في طريقه إلى فتح فروع لمركز التدريب في ديالى وصلاح الدين والبصرة".موضحا ان تنظيم القاعدة "اختار العراق ليكون موقعا لتدريب عناصره في الدول الأخرى بسبب قربه على اهدافه ومواقع عملياته".
وكشفت لجنة الأمن والدفاع النيابية، في وقت سابق، عن وجود معسكرات لتنظيم القاعدة في محافظة نينوى يتم فيها تدريب المسلحين لإرسالهم الى سوريا.
وقال عضو لجنة الأمن والدفاع النيابية حاكم الزاملي في تصريحات سابقة لـ(آكانيوز) انه " تم العثور على معسكرات خاصة للقاعدة في الموصل يتم تدريب عناصر التنظيم فيه وإرسالهم الى سوريا للقتال".
وأضاف أن " هناك من يؤوي الإرهابيين وهذا يؤشر لوجود نفوذ لتنظيم القاعدة في نينوى "، لافتا الى "ضرورة اتخاذ اجراءات فورية من قبل القوات الأمنية لمعالجة تلك الخروقات ". وكانت  اللجنة أكدت في وقت سابق تلقيها معلومات إستخبارية تؤكد وجود معسكرات لتنظيم القاعدة في مناطق زراعية بمحافظة الانبار على مقربة من الحدود السورية. وفي الغالب يتبنى تنظيم القاعدة في العراق جميع التفجيرات الانتحارية سواء كانت في الأسواق أو تلك التي تستهدف المراكز أو المؤسسات الأمنية. في غضون ذلك وصفت امنية الموصل تحركات المسلحين في المدينة بـ"المد والجزر"، نافية في الوقت نفسه وجود معسكرات للقاعدة.
وقال رئيس اللجنة الامنية في مجلس محافظة نينوى ان " الاجتماع الاخير للجنة والذي تداول الوضع الامني الخاص في المحافظة لم يتطرق الى وجود معسكر لتدريب القاعدة في شمالي الموصل ".
واضاف محمد المتوتي في اتصال يوم امس مع "المدى " ان " تحركات المسلحين في المحافظة اشبه بالمد والجزر، فتارة تتصاعد العمليات السياسية وتارة اخرى تتراجع ".
ويربط المتوتي نشاط القاعدة في المحافظة بالموقف السياسي،متابعا " تصريحات رؤساء الكتل تأثر بشكل كبير على تزايد او انخفاض معدلات العنف والحوادث الأمنية في المحافظة،وكلما تأزمت المواقف السياسية كلما نشط تنظيم القاعدة ".
واعتقل الجيش في وقت سابق من الشهر الحالي من وصف بأنه "مفتي تنظيم القاعدة" وأحد مساعديه خلال عملية نفذتها قوة خاصة تابعة للجيش في مدينة الموصل ليلة الخميس/الجمعة، 11 تشرين الأول، حسبما أعلن متحدث عسكري.
وقال المتحدث باسم قيادة عمليات نينوى العسكرية عبد الرحيم العطواني في تصريحات صحفية سابقة إن "قوة خاصة تابعة للفرقة الثانية لواء التدخل السريع تمكنت من اعتقال مفتي القاعدة والمطلوب رقم ثلاثة في الموصل، المدعو الشيخ عيسى حسين يونس، وأحد مساعديه، بحي الانتصار شرقي مدينة الموصل".
وأوضح العطواني أن "يونس متورط بمنح الضوء الأخضر لعناصر مسلحة تابعة للقاعدة بتنفيذ عشرات الهجمات الإرهابية في سهل نينوى والموصل وكركوك".
من جانبها تكشف نائبة عن المحافظة صعوبة السيطرة على الوضع الامني في الموصل،مؤكدا وجود جهات عديدة داخلية وخارجية تعبث بأمن المدينة.
وقالت نورة البجاري ان " الموصل لها وضع خاص عن باقي محافظات البلاد،لان سكانها من طوائف وقوميات مختلفة "، مشددة على صعوبة السيطرة على الخروقات الامنية في المحافظة " تحتاج الموصل الى خطة امنية متكاملة " لان توجهات عديدة من داخل وخارج البلاد تحاول ان تعقد المشهد الامني –على حد وصفها-.
بالمقابل تنفي البجاري وهي عضو في القائمة العراقية في اتصال يوم امس مع "المدى " وجود معسكرات لتنظيم القاعدة في الموصل. وتستند البجاري في حديثها على وجود الفرقتين العسكريتين التابعتين للجيش "الثانية والثالثة " والتي تقول عنهما النائبة " لايمكن بوجود هذه القوات ان يتمكن تنظيم القاعدة من انشاء معسكرات تدريب...الا ان يكونوا تحت الارض ".
وكانت مديرية شرطة نينوى قد اعلنت، في 20 ايلول الماضي، عن تحول محافظة نينوى إلى "وكر كبير" لكبار القادة العرب والعراقيين في التنظيمات المسلحة المتسللين من سوريا، داعية إلى ضرورة متابعة عمل القوات الامنية في نقاط المرابطة وسيطرات التفتيش.
يشار الى ان مصدرا في الشرطة المحلية في كركوك، قد كشف نهاية ايلول الماضي، عن أن قوات مشتركة تمكنت من اعتقال عشرة مسلحين من عناصر تنظيم القاعدة بعد قيامهم باستعراض عسكري جنوب كركوك. ولفت المصدر الذي طلب عدم الإشارة لاسمه، إلى أن مقاتلي القاعدة "أرهبوا أهالي القرى من خلال حمل شعار دولة العراق الإسلامية (الراية السوداء)".
ويعد التواجد الفعلي لتنظيم القاعدة في العراق بعيد 2003 وهي السنة التي شهدت سقوط النظام السياسي الذي ترأسه صدام حسين لأكثر من ثلاثة عقود.
وشكل زعيم التنظيم آنذاك اسامة بن لادن جماعة "التوحيد والجهاد في بلاد الرافدين" أو "قاعدة الجهاد في بلاد الرافدين"، وهي تصنف من أخطر الحركات "الإرهابية" في العالم. وقاد هذه الجماعة التي اصبح اسمها بعد حين "دولة العراق الاسلامية" أبو مصعب الزرقاوي الذي قتل بعد استهدافه بضربة جوية استهدفت منزلا كان يقطن به في محافظة ديالى.

اترك تعليقك

تغيير رمز التحقق

Top