إرهاب (داعش) وموجات الهجرة تزيد من مخاوف أسلمة أوروبا

آراء وأفكار 2015/12/29 12:01:00 ص

إرهاب (داعش) وموجات الهجرة تزيد من مخاوف أسلمة أوروبا

أظهر استطلاع للرأي أجرته مؤسسة " برتلسمان" الالمانية ان 57% من الالمان يعتبرون الاسلام تهديدا، فيما رأى 61% منهم ان هذا الدين "لا يتلاءم مع العالم الغربي"،  وقال 40% انهم يشعرون "وكأنهم غرباء وأجانب في بلدهم". وكشف الجانب الاخر من الاستطلاع الذي أجري في اوساط المسلمين عن ظاهرة مثيرة للقلق وهي  ان المسلمين من الجيل الثاني  والثالث من المهاجرين هم "أكثـر تديناً من آبائهم ". وتذكر البيانات الصادرة عن الهيئات الاوروبية المعنية ان النسبة المطلوبة للولادات للحفاظ على عدد سكان اوروبا هي 2.1 ، فيما النسبة الحالية هي 1.5 وهي نسبة "سائرة نحو التدني". هذا مقابل معدل نمو لدى المسلمين يتراوح بين 2.5% الى 3%. وتوقعت دراسة اخرى " ان سكان اوروبا سيتدنى عددهم من 375 مليون نسمة الى 275 مليون نسمة في العام 2075 إن لم تستمر الهجرة الى البلدان الاوروبية". ويحتاج الاتحاد الاوروبي الى 1.6 مليون مهاجر سنويا ليحافظ على التوازن بين المواطنين العاملين والمتقاعدين .


بيانات واستنتاجات
تتباين البيانات الخاصة بأعداد المسلمين الذين يعيشون في اوروبا، ويقدرها بعضها بـ 20 مليونا. وفي محاضرة له توقع النائب الهولندي غيرت وايلدرز ان ترتفع نسبة المسلمين في اوروبا في غضون السنوات العشر المقبلة الى 25% من عدد السكان الاجمالي. وقال الباحث البريطاني كريستوفر كالدويل انه في العام 2006  "كان 57% من المواليد الجدد في بروكسل من المسلمين الذين يحملون اسماء مثل محمد و آدم ومهدي وحمزة".هذا يحدث في وقت شهدت اوروبا تراجعا ديمغرافيا في العام 2010، اذ بلغ تعداد سكانها 500 مليون نسمة ، اي بزيادة 1.4 مليون نسمة عن السنة التي قبلها ،وتعود هذه الزيادة في 19 دولة اوروبية الى الهجرة". وتتحدث مجموعات سياسية وبحثية اوروبية مختلفة عما تسميه نشوء "مجتمع مواز"  للمهاجرين المسلمين في المجتمعات الاوروبية يعيش وفق نظمه وتقاليده الخاصة، ويطبق الشريعة الاسلامية منغلقا على نفسه في ما يشبه الغيتو في محاولة للتشديد على تمايز الهوية واختلافها لدى المسلمين عن شعوب البلدان الاخرى".
وتواجه بعض البلدان الاوروبية التي فيها اقليات او جاليات مسلمة مخاطر نشوب توترات على اساس ديني وهو ما حذر منه الخبير الاميركي في قضايا الاسلام روبرت سبنسر الذي يترأس مؤسسة ( جهاد ووتش) المتخصصة بدراسة ظواهر التطرف الديني في العالم، مشيرا الى ان التوتر بين المسلمين والمسيحيين في اوروبا يتنامى باضطراد. ويتحدث سبنسر عن توجهات مثيرة للقلق في اوساط هذه المجوعات وهي ميلها الى الانعزال في غيتوات دينية واثنية في ضواحي المدن الاوروبية .

برامج اندماج فاشلة وجاليات منعزلة
في استطلاع  اجري قبل  6 سنوات في النمسا شارك فيه 500 من افراد الجاليات العربية والاسلامية اعلن 76% منهم انه يصنف نفسه على اساس الدين الاسلامي وليس الجنسية التي يحملها، فيما رد 79%  منهم على سؤال عن موقفهم من الدولة التي يحملون جنسيتها بانهم يعتبرونها (عدوة)!.وينقسم المسلمون في النمسا الى اربع مجموعات بحسب تصنيف اعدته وزارة الداخلية وهي:(متزمتة دينيا وتشكل 18%) و( دينية تقليدية 27%) و(معتدلة31%) و( علمانية24 %). ويبلغ عدد مسلمي النمسا نحو 400 الف نسمة من مجموع 8 ملايين اي ان نسبتهم 4.35% من مجموع السكان. وتكشف بحوث اعدتها مؤسسات متخصصة  ان 45% من المسلمين في النمسا "يرفضون الاندماج في المجتمع ولا توجد في هذا فروق بين من يعتبرون جيلا ثالثا ام اولا و لا في الاصول بين من قدم من تركيا او الشيشان او الدول العربية".  تزداد المخاوف في اوروبا مما يسمى بخطر اسلمتها، وذلك في ظل التزايد الديمغرافي  الكبير للمهاجرين المسلمين وتراجع الولادات في اغلبية الدول الاوروبية، فضلا عن التطرف والتشدد الواضحين اللذين طرآ على هوية الاسلام خلال السنوات الماضية وتنامي التيارات المتشددة والسلفية الجهادية بزعامة القاعدة والدولة الاسلامية وبوكو حرام وغيرها.
ولا يكاد يمر يوم من دون أن يخرج مسؤول اوروبي رفيع من الدول الـ28 الاعضاء في الاتحاد الاوروبي ليعلن عن وجود مواطنين يحملون جنسية بلاده يقاتلون في صفوف (داعش) والجماعات المتطرفة الاخرى. واقرت المستشارة الالمانية انجيلا ميركل بمرارة قبل فترة بفشل مشروع اندماج المهاجرين في بلدها ،وهو ما كرره رئيس الحكومة البريطانية ديفيد كاميرون حينما تحدث عن فشل السياسة البريطانية التي تشجع التعددية الثقافية .
ولم تكن هذه الاتجاهات مثيرة للقلق والمخاوف لدى الاوروبيين ولكن هذه المشاعر بدأت بالانبعاث والنمو مع تنامي نفوذ التيارات الاسلامية المتطرفة ولاسيما السلفية منها داخل المجتمعات الاوروبية ،وشروعها في التقوقع والانعزال ومن ثم تبلور تيارات عنفية بدأت في ممارسات داخل البيئات التي تؤويها تتعارض مع منظومة القيم الاوروبية ما كان له الدور الاكبر في تزايد الكلام في الإعلام الأوروبي عن "الخطر الاخضر" الذي حل محل  "الخطر الاحمر" الشيوعي.

كرة ثلج ( بيغيدا) وانبعاث  هتلر الثاني
في المانيا ، قامت مجموعة من السلفيين تطلق على نفسها اسم " شرطة الشريعة" يقودها الماني اعتنق الاسلام بدوريات في شوارع مدينة فوبيرتال لفرض تطبيق الشريعة والطلب من مرتادي النوادي الليلية عدم شرب الكحول او سماع الموسيقى ولعب القمار . فيما توصل تحقيق اجرته الحكومة البريطانية الى ادلة عن محاولات منسقة لأسلمة عدد من المدارس الحكومية في مدينة " برمنغهام" من قبل الأجهزة الادارية لتلك المدارس في اطار مخطط لترسيخ "الاسلام المتشدد" في مناهج المدارس . ولقد نجح المسلمون في ضاحية تاور هاملت اللندنية بتغيير بعض اسماء الشوارع بأسماء اسلامية. ويبلغ عدد المسلمين في بريطانيا 2.7 مليون نسمة اي ما يعادل 4.8% من السكان. وفي مدينة مالمو  ثالث اكبر مدينة في السويد تنتشر عصابات اسلامية مسلحة وسكان المدينة من المسلمين في غالبيتهم لا يعرفون اللغة السويدية بالرغم من وجودهم لاكثر من 20 عاما . اما الدنمارك فشهدت حديثا اول مدرسة كل طلابها من المسلمين. وتلقي نتائج استطلاع للرأي اجرى في المانيا قبل ايام معدودة  الضوء على  تزايد مشاعر مناهضة الاسلام والمسلمين في كل دول اوروبا وليس في المانيا وحدها التي اعلن واحدا من كل ثمانية من مواطنيها استعداده للمشاركة في مسيرة مناهضة للمسلمين تنظمها اسبوعيا حركة الاحتجاج المعروفة باسم "اوروبيون وطنيون ضد اسلمة الغرب". ويتضح من الاستطلاع الذي اجرته مؤسسة  "فورسا" لحساب مجلة "شتيرن" الالمانية " ان 13% ممن شاركوا فيه ابدوا استعدادهم للانخراط في مسيرات  مناهضة للمسلمين اذا ما نظمت في المدن التي يعيشون فيها، فيما اعرب 29% عن اعتقادهم بأن "الاسلام يؤثر على نمط الحياة في المانيا"..وفي فرنسا اصبحت " الجبهة الوطنية" المتشددة اكثر الاحزاب شعبية ، وفي دول اخرى مثل النمسا وبريطانيا والتشيك وفنلندا وهولندا ،تحظى هذه الاحزاب بشعبية واسعة ويتزايد عدد نوابها في البرلمانات الوطنية ناهيك عن البرلمان الاوروبي كما اظهرته الانتخابات الاخيرة.وفي اليونان يقوم حزب النازيين الجدد "الفجر الذهبي" بالترويج علانية لعودة الفاشية ،وهذا ما يفعله الحزب القومي المتشدد "جوبيك" في المجر بدعم فرقة من المذهب القومي العنصري.وفي هولندا يمزج زعيم حزب الحرية المعادي للاسلام الذي يتزعمه خيرت فيلدرز الهجوم على المهاجرين والهجرة بالوعود عن تحقيق الرفاهية.. واظهرت نتائج استطلاع للرأي اجراه حزب "الاتحاد من اجل حركة شعبية" الفرنسي بزعامة ساركوزي ان 86% من الفرنسيين يشعرون بأن اعداد المهاجرين باتت كبيرة، وقال 73% انهم باتوا يشعرون بعدم الأمان نتيجة لذلك". وتتعمق الفجوة الثقافية بين ابناء الجيل الثاني وحتى الثالث من المهاجرين من شمال افريقيا وغربها والمجتمع الفرنسي ،وتشير البيانات الرسمية الى "ان نحو 1900 من هؤلاء يقاتلون في صفوف داعش في العراق وسوريا" وهي حالة تسري في المانيا وبلجيكا وهولندا ودول غربية اخرى.وذكرت "دير شبيغل" الالمانية ان 34% من الالمان يرون تصاعدا في "اسلمة المانيا".ويتصاعد النقاش في هذه الدول مع صدور ثلاثة كتب تعتبر الاكثر مبيعا ورواجا في فرنسا و المانيا ،وهي "سوميسيون" وتعني "الخضوع" للكاتب ميشيل ويلبيك ،وكتاب "الانتحار الفرنسي" لمؤلفه إريك زيمور صاحب الأطروحات الجريئة تجاه قضايا تمس في العمق بالهوية الفرنسية ، والثالث هو كتاب الباحث والصحفي  صموئيل زيمور الذي يتحدث فيه عن وجود امير لـ "القاعدة" في فرنسا ،يصول  ويجول في الاراضي الفرنسية ،ويحظى بحرية التنقل من دون خوف،اضافة الى كتاب رابع صدر في المانيا للصحفي الالماني تيمور فيرمس عن عودة ثانية لهتلر عنوانه"Who,s Back" وما يثيره من تعاطف مع افكار النازية في المانيا الحديثة . وفي بلجيكا طرح زعيم حزب "فلامز بلانج" اليميني المتشدد كتابا في مدينة ( انتويرب)  بعنوان "ان شاء الله" ينتقد فيه الاسلام يقول فيه "ان الاسلام عقيدة خطيرة".

اترك تعليقك

تغيير رمز التحقق

Top