التنسيب التلقائي للألوان والتقاط معالم اللوحة التشكيلية في الفن السينمائي

التنسيب التلقائي للألوان والتقاط معالم اللوحة التشكيلية في الفن السينمائي

يختلف التنسيب اللوني في الفن السينمائي القائم على الشكل اللوني وانسجامه مع اللحن والكلمة والوصف والعاطفة. وغير ذلك على كل ما هو بصري بجميع اشكاله الفنية، وبتصنيفات تشمل الكاليغراف والهندسة، وكل ما يملي على المشهد نوعا من تمثيل الألوان وقوتها في إبراز التغيير المرئي للدخول الى عمق الصورة المتشكلة في لحظة تتجاوز المجالات الفنية غير المتوقعة، وبتركيز شديد على العمق الداخلي للعناصر اللونية، وقوة اندماجها الموسيقي التي تشير الى استيعاب المناظر الاصطناعية، المصنوعة من تداخل الألوان اثناء الحركة، واتسامها بحساسية ابتكار الصورة - اللوحة، وبتباين الكيانات تكشف النقاب عن تنسيب للألوان وفق الأبعاد المختلفة من المقاييس والتموجات والذبذبات، والترددات التموجية للون وفق الصوت لخلق النظم والاحاسيس المرتبطة بالامتداد والتذبذب، والتداخل المادي بين الداخل والخارج. ليتكون المشهد من لوحة هي العنصر الاساس الذي يمثله التنسيب التلقائي للالوان والتقاط معالم اللوحة التشكيلية في الفن السينمائي.
تنسيب تكنولوجي مؤثر على الحالة النفسية المرافقة للمعنى كما في اغنية dark paradise)) من فيلم(( suicide squad وكأن المجهول هو ما يتشكل من خلال اللغز المحير للحياة التي تجمع كل الكائنات الغيبية في بوتقة الوعي الجاذب للابصار عبر حالة فكرية يمر بها التفاعل الحاضر مع كائنات اخرى . يحاول ايجادها الفنان من خلال العناصر الحية المتكاملة مع بعضها البعض في التكوين والتمازج العضوي والاثيري، والتعديلات الجذرية الخاضعة لانطولوجيات وجودية ذات فيزياء على مستوى رمزية الموت والحياة الذي يستلزم هذا الانبهار الناهض باللون الاصفر الى معارج الغيب والعشوائية في بناء الهالات والاصداء، لحقيقة الانسان مهما اختلفت ألوانه واشكاله وانتماءاته. اذ يمثل اللون المتلاشي حقيقة الانسان الوجودية بجمال بصري مؤثر على الفكر واتجاهاته . فهل الفن التشكيلي هو اللون واللوحة والمساحة فقط؟ ام ان كل ما يتشكل عبر الحواس والبصر هو نوع من الفنون التشكيلية المتناغمة مع الحداثة المعاصرة ومع معايير كيميائية تدخل في العمق الفني الخاضع للمعنى العام.
مزج لأساطير اللون مع ما يتناسب والمشهد وجمالية الاخراج المعتمد على الإبهار التشكيلي المتحرك، والأبعاد التصويرية ذات التعبير النهائي والدور الفاعل في تشكل الارواح مع بعضها البعض أو جوهرية المادة مع بعضها البعض ، كما الألوان والهيمنة الفنية على المستوى التصوفي التي يستعيد الانسان من خلالها الذكريات للوصول الى الفردوس بمعناه الازدواجي المادي والروحي. لتكوين الصفاء والرؤية، وهذا ما منح المشهد صفة تشكيلية مرهفة الأحاسيس تأخذنا الى ابعد الحدود نحو لا نهائية الصوت البصري الذي نشعر بذبذباته من خلال التموجات الحركية بطبيعتها التفاعلية المثيرة للراحة والسكون، والانبعاث اللحظي لكينونة الحياة والابعاد الوجودية التي ترتقي بالمرء نحو الخلود والتنسيب الغني بالدلالات التشكيلية، وكيفية انتزاع الصفة الشعورية الناتجة عنه في هذا الأغنية التي تحتل جماليا مكانة تجاوزت بها الذات، وبمنظور فلسفي جمالي ارتبط بلغة التشكيل في عدة نواحي، اهمها التنسيب التلقائي للالوان والتقاط معالم اللوحة التشكيلية في الفن السينمائي.
تنسيب لوني في رسم بصري تشكيلي لاشعوري لاظهار التناغم بدينامية عاطفية إسطورية تميل الى خلق تماثل بين الكائنات برمتها. وعلى مستويات موازية للاحداث الناتجة عن الذاكرة المتشابهة مع عالم اللون، والنهج الجمالي سواء المتعلق بالفن التشكيلي من اسس ونظم وقواعد وادراك جمالي مرتبط باللون او بالحركة التعبيرية لمادة الاجساد المتفاعلة وعبق روحانيتها أو من ناحية الانبثاق الحيوي لكينونة اللون وتشكلاته مع تجليات الوجود، كالانماط الانسانية وتنافرها او انسجامها وما تؤول اليه النهايات الحسية التي تستلزم نوعا من الحلم الذي يكشف عن كينونة الاشياء التي تؤدي الى التلاشي او عشوائية الوجود الانساني بين الحياة والفناء في لوحة ارتسمت عبر اغنية حملت من الميثولوجيا بعض التفاصيل الصوفية لماورائيات الالوان والتشكيل الفني البصري بشكل عام في الاغاني أو الافلام السينمائية.

اترك تعليقك

تغيير رمز التحقق

Top