يوم للإنجاز القاري

رعد العراقي 2017/11/03 09:01:00 م

يوم للإنجاز القاري

يوم استثنائي بانتظار أن يدوّن في مفكرة الكرة العراقية بكلمات الفخر والاعتزار كإنجاز يضاف الى مسيرتها الحافلة عندما تشهد ملاعب دوشنبة والدوحة حضوراً عراقياً الأول للصقور ممثلي الوطن وحاملي راية الدفاع عن اللقب الآسيوي والظفر به للمرة الثانية عندما يواجه نادي استقلال دوشنبة الطاجيكي على أرضه وبين جماهيره في نهائي كأس الاتحاد الآسيوي، أما الثاني فهم ليوث الرافدين وبداية رحلة البحث عن بطاقة التأهل الى نهائيات كأس آسيا للشباب في لقاء يجمعهم بمنتخب شباب لبنان في مواجهة تمثل بوابة العبور الآمن نحو التواجد في النهائيات.
أبناء القلعة الزرقاء يدخلون اللقاء وهم يتوشّحون بوسام البطل وهي ميزة قد تكون في صالحهم إن احسنوا التعامل معها بفكرٍ عالٍ واتزان تكتيكي يمنحهم الأفضلية في ترويض المنافس ووضعه تحت ضغط جماهيري، والحديث هنا يتركّز على الجوانب النفسية التي يمكن أن تشكّل عاملاً حاسماً في بعثرة خطط الفريق الطاجيكي وهو ما يتوجب على الملاك التدريبي أن يمنح الجرع النفسية والانضباط الممزوج بالثقة جانباً مهمّاً في عملية تلقين اللاعبين وتهيأتهم لدخول المباراة بعد أن يكون قد استوعب خيارات الخصم بين أمرين، إما الاندفاع بالهجوم المبالغ به في محاولة لزعزعة ثقة لاعبينا واسقاط هيبة البطل وهو ما سيخلق فراغات ونقاط ضعف لديهم يمكن أن تشكّل مناطق اختراق جيدة للصقور من قبل لاعبين يمتلكون المهارة والسرعة وقادرين على وضعهم في حالة قلق وعدم استقرار.
أما الأمر الثاني فهو لجوءهم نحو التحفّظ والحذَر ومحاولة احداث موازنة في الأداء وهي ميزة يمكن أيضاً أن نستثمرها بفرض هذا الواقع بالسيطرة على الميدان وإظهار ملامح القوة بالتحكّم والضغط المستمرين، وبخاصة في الدقائق الأولى من المباراة التي يمكن أن تعيد حساباتهم وتخفت حماسة جماهيرهم.
الصقور مطالبون بأن يعيدوا انجاز الموسم الماضي عندما نجحوا في خطف اللقب الآسيوي الأول لهم بعد أن قدّموا أداءً رائعاً تحت قيادة المدرب الوطني باسم قاسم الذي أجاد في رسم مسالك الظفر بالكأس بهدوء وشجاعة هجومية واحساس عالٍ بالمهمة، وهم اليوم أمام اختبار لا يخلو من الصعوبة عطفاً على ظروف المباراة ومصاعب الإعداد التي واجهتهم، إلا أن الجماهير العراقية لديها من الثقة باللاعبين وملاكهم التدريبي بقيادة السوري حسام السيد ما يجعلهم بانتظار الصقور وهي تهبط على أرض الوطن وباحضانها الكأس الغالية.
أما ليوث الرافدين فهم أمام تحدٍ جديد بعد أن خلعوا ثوب الناشئين وتزيّنوا بروح الشباب، ونأمل أنهم قد وضعوا تجربة مشاركتهم في كأس العالم الأخيرة بالهند بكل محطات النجاح أو الاخفاق جانباً إلا ما يعضّد من عزيمتهم ويوظّف خبرة المباريات الدولية التي خاضوها نحو الارتقاء بأدائهم الفني وحسم اللقاءات بعيداً عن الحسابات المعقدة .
وقد لا يخفى على الملاك التدريبي بقيادة قحطان جثير، أهمية أن يزيل عن لاعبيه آثار وتبعات ما تعرّضوا له من إخفاق قاسٍ أمام انكلترا ومالي ويعيد إليهم روح المنافسة والطموح بتعزيز مسيرتهم الكروية بنجاح آخر يضاف الى ما حققوه من لقب آسيوي على مستوى الناشئين مع معالجة الأخطاء الفنية التي ظهرت على أدائهم، وبخاصة في الخطوط الدفاعية ومنظومة التحكّم والسيطرة في وسط الملعب.
باختصار.. الجماهير العراقية ستعيش يوماً كروياً حافلاً، وهي تشاهد الصقور والشباب يكتبون انتصاراً جديداً كي لا يسمحوا لعام 2017 يمضي إلا وهو يحمل بين أوراقه إنجازاً لأبناء العراق في سجل آسيا الكروي.

اترك تعليقك

تغيير رمز التحقق

Top