في حديقة للحيوانات في الأعظمية..أسود وتماسيح ودببة ترضع حليب الأطفال

في حديقة للحيوانات في الأعظمية..أسود وتماسيح ودببة ترضع حليب الأطفال

بغداد / نورا خالد تصوير /مهدي الخالديوانت تروم الدخول الى مشتل صباح العزاوي في الأعظمية يستقبلك في المدخل نسران يصل جناحي كل واحد منهما الى مترين،وما ان تدخل اليه حتى ترى حيوانات من مختلف الأنواع والأحجام، أسود ودببة وقطط وكلاب

 وحيوانات لم ترها من قبل كالقطط البرية المتوحشة وأبو الحصين والثعالب والتماسيح وغيرها،تشد انتباهك بأصواتها وحركاتها حتى يسرقك الوقت من دون ان تشعر بذلك. التقيت صاحب المشتل صباح العاني الذي حدثني عن مشتله وهوايته قائلاً: منذ طفولتي وأنا أعشق الحيوانات فلم يتعد عمري الثماني سنوات  وقمت بتربية القطط والكلاب والدجاج الا انني واجهت معارضة شديدة من أهلي خوفاً من ان هذه الهواية تلهيني عن دراستي الا انني استمريت فيها وأمارسها منذ 50 عاماً. وأضاف محدثي:  نستورد هذه الحيوانات  وخاصة الغريبة منها من الدول المجاورة مثل تركيا وسوريا وايران وهنالك اشخاص يقومون بهذه المهمة ونتعامل معهم،  وكل حيوان يدخل الى العراق معه شهادة صحية تفيد بأنه خال من الأمراض، وهي ليست بالتجارة المربحة كما يعتقد البعض لأن تكاليف الحيوانات غالية فضلاً عن أجور العمال. خلال تجوالي رأيت عدداً كبيراً من الناس يقومون بزيارة المشتل  لغرض التفرج على الحيوانات  خاصة الأطفال الذين ترتسم على وجوههم الفرحة الممزوجة بالخوف من الحيوانات والذين يدفعهم الفضول الى الاقتراب من الأقفاص ولكن سرعان ما يركضون مسرعين ليختبئوا وراء أهاليهم بمجرد سماعهم أصوات الحيوانات التي تزعجهم حركات الأطفال. وعندما سألت العزاوي عن دخول العوائل الى المكان بأجرة أو مجاناً أجابني: طبعاً مجاناً فأنا  اشعر بالراحة عندما أرى الأطفال يدخلون فرحين  مع ذويهم باعتباره مكانا ترفيهياً يقضون فيه وقتاً ممتعاً وهم يتعرفون على الحيوانات ويتعلمون اسماءها. واضاف العزاوي قائلاً: يعتبر المشتل كالفندق فأغلب العوائل المسافرة تضع حيواناتها هنا لنقوم برعايتها لحين عودة أصحابها ونأخذ مبلغ الفي دينار عن كل يوم لمصاريف الطعام والرعاية، او تضع العوائل حيواناتها لغرض التزاوج والتكاثر، وفي يوم جاءت عائلة لتضع كلبتها لدينا لغرض التزاوج ولتعلق الكلبة الشديد بصاحبتها هربت ليلاً من القفص التي وضعت فيه لتخرج الى الشارع مسرعة فصدمتها سيارة مسرعة وماتت الكلبة على الفور وعندما ابلغت صاحبتها بالحادثة أخذت تصرخ وتبكي وتضرب على خديها وتقول (لو ابني ميت ولا الكلبة) فكنت في وضع حرج جداً ومنذ تلك الحادثة اصبحت اكثر حرصاً على الحيوانات التي توضع لدي. لم يكتف صباح العزاوي كما يقول  بالحيوانات الموجودة في المشتل بل وضع في حديقة منزله عدداً من الحيوانات الصغيرة والتي تحتاج الى رعاية خاصة فقال: لدي أسود صغيرة لا يتعدى عمرها الشهرين وأقوم انا شخصيا برعايتها وارضاعها حليب (رقم1) والذي يعطى للأطفال الرضع اذ استيقظ في الليل كل ساعتين لأرضعهم الحليب. كما احتفظ بحديقة منزلي بتمساحين طول كل واحد منهما متر واربعون  سنتمترا، واعتدت انا وافراد عائلتي على وجود الحيوانات في منزلنا ولا نخاف منها مطلقاً. تركت المكان وأنا أنوي الرجوع اليه مع أطفالي  في المرة القادمة.  

اترك تعليقك

تغيير رمز التحقق

Top