انشقاقات جديدة تهدّد تحالف البناء عقب مقتل 3 مدنيين فـي ديالى

انشقاقات جديدة تهدّد تحالف البناء عقب مقتل 3 مدنيين فـي ديالى

 بغداد/ المدى

هزة أخرى قد يتعرض لها تحالف البناء، الذي يضم كتلة المالكي وتحالف قوى الحشد الشعبي وبعض الأطراف السُنية، على إثر هجوم مسلح جرى في ديالى قبل أيام.

التحالف الذي واجه قبل شهر انقسامات بسبب أزمة اختيار محافظ نينوى، يواجه اليوم تحدياً جديداً يتمثل بتهديد انسحاب ما تبقى من القوى السُنية المنضوية فيه.

وجاءت تلك التهديدات عقب مقتل 3 مدنيين يوم أمس الأحد ، في بلدة تقع شمال شرقي بعقوبة (مركز محافظة ديالى) على يد جماعات مسلحة.

وبحسب مصادر (المدى) في ناحية أبو صيدا التي جرى الحادث في إحدى القرى التابعة لها، فإن "مسلحين يرتدون الزي العسكري، ويستلقون سيارات رباعية الدفع ومظلّلة دخلوا نهار أمس الأحد الى سوق قرية أبو الخنازير، واطلقوا النار على ثلاثة أشخاص داخل أحد المحال التجارية".

وقتلت المجموعة المسلحة، بحسب المصدر الأمني في الناحية، رجلاً في الـ60 من عمره ونجله وحفيده بعدد من الرصاصات في منطقة الصدر ما تسبب بوفاتهم على الفور.

ووفق ما يقوله المصدر فإن الجناة مروا اثناء دخولهم القرية عبر السيطرة الأمنية القريبة من مكان الحادث، وخرجوا من الطريق نفسه دون أن يعترضهم أحد.

وبحسب شهود عيان، في الناحية، تحدثوا لـ(المدى) عبر الهاتف، أكدوا أن عدداً من سكان قرية أبو الخنازير، وقرى أخرى تابعة لأبو صيدا يستعدون للنزوح خوفاً من تعرضهم لهجمات جديدة.

وعلى إثر الهجوم لمّحت ناهدة الدايني، النائبة عن ديالى في كتلة المحور ضمن تحالف البناء، بانسحاب كتلتها من التحالف اذا لم يتحرك باتجاه الخروقات الأخيرة. وقالت الدايني إن "جريمة قتل 3 مدنيين في وضح النهار على مقربة من السيطرات الأمنية، ستدفع لنزوح جماعي من القرية وقرى أخرى."

وأضافت أن "ديالى في خطر وحان الوقت لقرارات جريئة من القائد العام للقوات المسلحة من ناحية التغييرات في القيادات وتغيير التشكيلات الماسكة للقواطع الساخنة بسبب تكرار الخروقات التي يدفع ثمنها الأبرياء"، مبينة أن "العودة للوراء مرفوضة".

وأشارت الدايني الى أن "وجود كتلة المحور الوطني في تحالف البناء مرهون بتصحيح الأوضاع في ديالى وخاصة الأمنية، وما يحدث الآن أمر بالغ الخطورة، وهو ما قد يدفعنا الى اتخاذ قرار الانسحاب منه اذا لم يكن هنالك أي موقف إزاء أحداث أبو خنازير الأخيرة".

بالمقابل، قال تحالف القوى العراقية، الذي كان بعض أعضائه ضمن تحالف البناء قبل أن ينشقوا على إثر الخلاف في اختيار منصور المرعيد محافظاً لنينوى، إنه "في الوقت الذي نعمل على غلق ملف النزوح وتوطين الاستقرار وإعادة الأمن للمواطنين في المحافظة المشتركة، نفاجأ بجريمة قتل بشعة ترتكبها مجاميع متنفذة في المحافظة خارجة عن القانون ترتدي الزي العسكري بحق المدنيين الأبرياء الآمنين في قرية أبو الخنازير ".

وأضاف التحالف في بيان صدر عنه أن "هذه المجاميع انسحبت تحت مرأى ومسمع القوات الأمنية المحلية وقوات الجيش في المنطقة"، مشيراً الى أن "ذلك يهدد السلم المجتمعي في مدن المحافظة".

وطالب التحالف رئيس الوزراء عادل عبد المهدي بـ"تحمل مسؤوليته الدستورية والأخلاقية وتقديم مرتكبي الجريمة الى القضاء لإنزال أقصى العقوبات بهم وحفظ أمن المواطنين جميعاً." وشدد على "ضرورة توطين الاستقرار وإعادة النازحين وتفويت الفرصة على من يسعى الى تخريب وحدة المجتمع".

الأسبوع الماضي، قال مسؤولون في ديالى لـ(المدى) إن مجلس المحافظة يقود حملة لإقناع نحو 2000 عائلة بالعودة الى قرى في شرق بعقوبة، نازحة منذ 2014.

وتزامنت إعادة 24 عائلة الى تلك القرى، كمرحلة أولى، مع حادثة سقوط 15 قذيفة هاون، فسرت بأنها قد تكون متعمدة لمنع رجوع السكان.

مؤخراً، عاد بعض المسؤولين في ديالى للتحذير من انهيار أمني قد يحدث في المحافظة، بسبب تكرار الهجمات المسلحة، خاصة في قرية المخيسة القريبة من أبو الخنازير، التي شهدت الخرق الأمني الأخير.

وكانت المخيسة قد شهدت قبل أيام عمليات تطهير، قالت عنها القوات الأمنية إنها "حاسمة" ووضعت حداً لبعض نشاطات تنظيم "داعش".

بدوره، طالب رئيس مجلس محافظة ديالى، علي الدايني، المؤسسة الأمنية باتخاذ إجراءات رادعة عقب الخروقات الأمنية المتكررة في ناحية أبو صيدا.

وحذر الدايني من "أجندة تخريبية لضرب الاستقرار الأمني في محافظة ديالى".

اترك تعليقك

تغيير رمز التحقق

Top