دوري كرة القدم بين انفلات النظام وتخوين الحكام

دوري كرة القدم بين انفلات النظام وتخوين الحكام

 هادي مطنش :سياسة الاتحاد تفتقد لحلول الشركاء والبعد الاحترافي

 حازم الشيخلي :لايمكن السكوت أمام مهازل الاعتداء على الحكام

 رحيم الدراجي: أعمدة الرأي والتحليل يبصّران بأخطاء المدربين

 بغداد : إياد الصالحي

يتواصل دوري كرة القدم الممتاز للموسم 2019-2020 الدوران في جولاته الأولى وسط مخارف المراقبين أن يكون نسخة مكررة في سلبياته من المواسم الماضية لاسيما أن لجنة المسابقات في الاتحاد لم تبالِ لعديد المقترحات التي كانت تحرص على إظهار المسابقة أكثر تنظيماً في مفاصل فنية وتحكيمية وإدارية لم تزل كرتنا تفتقدها.

(المدى) ناقشت عدداً من ممثلي الرياضة والإعلام ممّن واكبوا مجريات الدوري في مواسم سابقة، سجّلوا ملاحظات جديرة بالطرح والمعالجة لمصلحة استقرار دوري كرة القدم، وما يعكسه من فوائد جمّة على المنتخبات الوطنية والمراكز المعنية بصقل المواهب.

مطنش: نفتقد نكهة أيام زمان! البداية كانت مع الكابتن هادي مطنش مدرب منتخبنا الأولمبي الأسبق، حيث أكد أن نظام الدوري يحتاج الى آلية جديدة تراعي ظروف الفرق والامكانيات المالية والبنى التحتية. حتى الآن لا تمتلك الاندية الجماهيرية الأربعة ملاعب خاصة بها، وهي مشكلة أزلية تمتد منذ عقود، وتلقي بضلالها على جدول المسابقة والضغوطات المترتّبة على ملعب الشعب الدولي بتضييفه مباريات تلك الفرق بين جولة وأخرى.

وأضاف أن "دوري الكرة في هذه المرحلة أفقدنا نكهة دوري العراق المعروف أيام الزمن الكروي الجميل بلمسات لاعبيه الكبار، والأداء القوي، والنتائج المنطقية في الغالب، والتعامل الذكي للمدرب مع لاعبيه بالطريقة التي تؤمّن لهم حسم اللقاءات المثيرة بجهد بدني مُقنن، هذه المسائل بحاجة الى إعادة نظر من الأندية ذاتها بالتعاون مع ملاكاتها التدريبية، وجلّهم من الزملاء المجتهدين".

وأوضح أن "سياسة الاتحاد بخصوص تنظيم المسابقة الأولى في العراق تحتاج الى إعادة نظر شاملة من جميع النواحي وبحضور الأطراف الشريكة والمتداخلة في عملية إنجاح المسابقة على المستوى الحكومي ممثلة بوزارة الشباب والرياضة ومجالس المحافظات وقوات حفظ أمن الملاعب في عموم البلاد والقناة الرياضية العراقية الناقل الحصري للدوري ووسائل الإعلام كافة، لوضع حلول جذرية تسهم في إخراج المسابقة ببُعد إحترافي يُمّهد لنظام متكامل مشذّب من الأخطاء الفادحة ويحفظ هيبة اللعبة ورجالها".

الشيخلي: الحكم صمام أمان

بدوره أكد شيخ الحكام العراقيين حازم الشيخلي أن بروز ظاهرة تخوين حَمَلَة الصفارة والراية في الدوري العراقي استفحلتْ الى درجة خطيرة وأخذتْ تقوّض سمعة الحكام عربياً وقارياً من خلال نقل الدوري العراقي عبر سائل إعلام خليجية وعربية توثق الاحداث السلبية التي ترافق مجرى المباريات.

وأضاف "لا يمكن السكوت على مهازل الاعتداء ضد الحكام، والانفلات الاخلاقي للطارئين فوق المدرجات. الحكم يُعد صمام أمان للدوري، وعنصراً مهماً يسهم في نجاحه، وعليه لا بد من توفير الحماية الكاملة له ليتمكن من قيادة المباريات الى برّ الأمان وتعزيز الثقة في نفسه على قبول تحدّيات أكبر من حدود التنافس المحلي في المستقبل القريب".

ورأى الشيخلي أن تطوير لجنة الحكام في اتحاد اللعبة أمر لا غنى عنه في كل موسم حتى وإن جادت بالاسماء الكفوءة، فقبول المقترحات وتحديث برامج إعداد الحكام والاستعانة بأهل الخبرة وإقامة دورات نوعية بتضييف شخصيات دولية ضليعة بشؤون التحكيم تلعب دوراً كبيراً في جعل اللجنة نموذجية في العمل الإداري والتخصّصي، وأنا واثق جيداً أن لجنتنا تضم اسماءً معروفة تمتلك مؤهلات تطوير التحكيم".

وتمنّى الشيخلي أن "يسعى الحكم إلى تفادي الأخطاء بنفسه قبل أن تكبر وتضرّ بمهنيته، وهذا الأمر لا يكلّفه سوى مراجعة شريط المباراة وتحديد النقاط المختلف عليها والاستماع الى رأي لجنة الحكام والمحللين، فليس كل من ينتقد الحكم يعني أنه ينوي تسقيطه والإساءة اليه وإنتزاع الثقة منه، كلا، كل حكم مسؤول عن استقطاب المشيدين به إذا نجح أو فتح باب المنتقدين له إذا أخطأ".

الدراجي: ردع المتهوّرين واجب

فيما أعرب الإعلامي رحيم الدراجي عن خشيته من معاودة الارباك في سير دوري الكرة الممتاز من خلال تأجيل المباريات وتشكّي الفرق من قرارات الحكام وعدم صدور قرارات انضباطية تُلجم تهوّر بعض المدربين واللاعبين والإداريين ممن استسهلوا خرق اللوائح ولم يلتزموا بالتعليمات داخل ارض الملعب وفي المنطقة الفنية.

وأضاف "نتمنى أن نرى دورينا يتماهى مع بقية الدوريات في المنطقة برغم الفارق الجماهيري الذي يصب لمصلحتنا، والدعم الذي تقدّمه روابط المشجعين طوال الموسم، وما يتحمّله المشجّع من تقلبات المناخ في الشتاء والصيف، أملاً بتجاوز المظاهر السلبية والمسيئة للذوق العام التي تصدر عن أنفار من مشجعين متعصّبين يتوجّب ردعهم ومنع دخولهم الملاعب لما يسبّبونه من أذى جسدي ونفسي ضد المدرب أو اللاعب أو الإداري وهذه ليست من أخلاقيات العراقيين الأصلاء".

وطالب الدراجي بـضرورة بذل إدارات الأندية جهوداً كبيرة من أجل صيانة ملاعبها وتخصيص بعض الأموال لإصلاح ما تخلّفه بعض المباريات وتفقّدها عقب كل جولة، لكي تتم المحافظة على ممتلكات الملعب بمحيطه ودواخله، وأن لا يتم أهمال أرضيات الملاعب، فسرعان ما يتغيّر لونها بعد 5 أو 8 مباريات.

وأوضح أن "دور الصحافة والتلفزة في دعم مسابقة دوري الكرة الممتاز لا يقلّ شأنا عن أدوار بقية الجهات ذات العلاقة، فالتقارير المهنية وأعمدة الرأي والتحليل الفني الموسّع كلها تصبّ في تقويم الحالات البارزة أثناء توالي المباريات وتبصّر المدربين واللاعبين لتصحيح الأخطاء أو تدعيم النجاح بالحرص على تطبيق خطط المدربين وأسلوب اللعب النظيف وتقدير الجمهور وعدم الرد على المسيئين وإظهار الاحترام الكامل للحكام كون أهمالها يعد مسبّب رئيس يؤجّج المشكلات ويرفع أصوات الاحتجاج والتخوين والتنكيل ضدهم، وهذا الأمر مرفوض ويجب أن يصدر الاتحاد تعليماته الصارمة لمنعها وليس الحد منها فقط".

رأينا

تؤكد المدى الرياضي حرصها العالي على استمرار عجلة دوري الكرة الممتاز بالنسخة 46 وصولاً الى الدور الختامي في موعد يقترب من إسدال الستار على جميع دوريات العالم، بما يحقق الغاية المرجوة وهي استقرار الأندية قبيل توجّهها للتفاوض مع مدربين ولاعبين استعداداً للموسم التالي، وكذلك عدم استنزاف جهود اللاعبين وتعريضهم لمخاطر اللعب تحت درجة حرارة تزيد عن الخمسين، وهذه من مسؤولية لجنة المسابقات التي تعد كل مرّة بتفادي الأخطاء ثم تهمل مراجعتها ولا تذكر شيئاً عنها. وفيما يتعلّق بثبات مدربي الأندية وتغييرهم فالإقالة جاهزو أحياناً لمن لا يقدّر قيمته كمدرب ويقبل تحمّل المسؤولية كيفما جاءت دون أي اعتبار لمركز الفريق ونوعية اللاعبين وتعامل الإدارة معه، فالمال ليس معياراً لقبول العرض من هذا النادي أو ذاك إذا ما اتضحتْ حقيقة المهمّة أنها تستند إلى أرضية رخوة!

اترك تعليقك

تغيير رمز التحقق

Top