وعلى مدار الربع الثالث من العام تكبد المعدن الأصفر خسائر كبيرة ليستمر في تسجيل الخسائر التي بدأها منذ الربع الثاني من العام، على الرغم من ارتفاع الأسعار في الفترة ما بين نهاية يوليو وبداية أغسطس فوق مستوى 1800 دولار، عقب تلك المكاسب عاد الذهب مرة أخري للسقوط لتهبط الأسعار إلى ما دون 1700 دولار للأونصة في نهاية شهر سبتمبر مسجلة أدني مستوى لها منذ أبريل 2020.

يعاد تلك الخسائر الفادحة في الأساس إلى سياسة البنك الاحتياطي الفيدرالي المتشددة ورفع سعر الفائدة بواقع 300 نقطة أساس خلال السبعة أشهر الماضية، وقد أدي ذلك إلى ارتفاع عوائد السندات السيادية إلى أعلي مستوى لها في عدة سنوات، كما دفع الدولار الأمريكي لأعلي مستوياته في عشرين عام، ويعد هذا رياح عكسية للذهب.

تشير أخبار الذهب اليوم الى ان يواصل أداؤه الضعيف في الربع الرابع قبل أن يسجل مستوى متدني جديد في نهاية فضل الخريف، وترجع التوقعات إلى الموقف المتشدد للبنك الاحتياطي الفيدرالي الذي يسعي لرفع سعر الفائدة عند 4.6% في 2023 من 3.1% الحالية، وهذا يعطي مزيد من الدعم للدولار الأمريكي الذي يميل إلى الصعود مما يخلق بيئة مغايرة للذهب على المدى القريب.

تحسن مع بداية عام 2023

ومن المتوقع أن تبدو آفاق الذهب جيدة في وقت مبكر من 2023، حيث بدأت السياسة النقدية المتشددة في التأثير على الاقتصاد الحقيقي، وهذا يرفع من مخاطر الركود في الولايات المتحدة بشكل خاص والاقتصاد العالمي بشكل عام.

بشكل عام، ينعكس تأثير السياسة النقدية المتشددة بعد فتر من الوقت، وهذا يعني أن التأثيرات السلبية الكاملة لدورة رفع سعر الفائدة من قبل البنك الاحتياطي لم تلاحظ بشكل فعلي حتي الآن، وعندما تبدأ تلك التأثيرات في الظهور بشكل أكثر اتضاحًا من الممكن أن تستفيد الأصول الدفاعية منها.

من المرجح أن يبدأ المستثمرون في اتخاذ موقف آخر عندما تكون الرياح المعاكسة لمخاطر الركود أقوى، وهذا سيؤدي إلى تراجع عوائد السندات طويلة الأجل بوتيرة بطيئة، ولكن عندما تبدأ تلك الأحداث من المرجح أن تبدأ أسعار الذهب في الاستقرار والانتعاش بشكل دائم في الأشهر الأولى من العام القادم.

محركات أسعار الذهب في 2023

سيكون لسعر الذهب في عام 2023 بعض الدوافع الكبيرة التي يجب على المستثمرين مراقبتها، قوة الدولار الأمريكي والتضخم وأسعار الفائدة والمخاوف الجيوسياسية، كيفية استمرار هذه الأحداث وتطورها واندماجها في عام 2023 سيكون له تأثير على الأسعار.

كانت قوة الدولار الأمريكي وتأثيره على العملات الأخرى محركًا رئيسيًا للذهب بالفعل في عام 2022 وسيستمر هذا في عام 2023 أيضًا، إذا ضعف الدولار بسبب تباطؤ الاقتصاد، فمن المفترض أن يشهد الذهب ارتفاعًا.

أخيرًا، ستظل الجغرافيا السياسية عاملًا رئيسيًا يجب على المستثمرين النظر فيه، لقد صدم غزو أوكرانيا في وقت سابق من هذا العام العالم وكان له تأثير كبير على الاقتصاد العالمي حيث تعرضت البضائع الروسية للعقوبات، كيف تتقدم الحرب وإذا حدثت أحداث مماثلة بين تايوان والصين، فمن المتوقع أن يحقق الذهب المزيد من المكاسب.

تشير معظم توقعات أسعار الذهب لعام 2023 إلى بعض الضعف الأولي للذهب بالدولار الأمريكي، حيث لا يزال الدولار قويًا، ولكن قد يشهد بعض الضعف في الدولار في النصف الأخير من العام، مما يساعد على دفع الذهب مرة أخرى.