القادرية أقدم أحياء التنوع الديني في العمارة

القادرية أقدم أحياء التنوع الديني في العمارة

 ميسان / مهدي الساعدي

تتميز العديد من احياء مدينة العمارة بطابع الاصالة الممزوج بالتنوع الديني، سيما الاحياء العريقة ذات الامتداد التاريخي في المدينة، والتي تعايشت منذ قرون بتعدديتها وغلبت عليها سمة التعايش الديني والمجتمعي.
(القادرية) أحد الاحياء العريقة في العمارة، ويعود تاريخها الى العهد العثماني وبالتحديد القرن الثامن عشر الميلادي، واضفى عليها موقعها المتميز وسط المدينة وقرب سوقها الكبير مكانة جعلتها تحتفظ سابقا وحاليا بشهرتها كأحد أقدم احياء المدينة.
يقول الكاتب والاديب الميساني عبد الحسين بريسم لـ(المدى) إنه "تعتبر القادرية احدى أقدم احياء مدينة العمارة واعرقها، وتميزت بعمقها الاجتماعي والتاريخي وما زالت تحتفظ بطابعها الاصيل، من خلال بيوتاتها القديمة ذات الطراز العتيق ومحالها التراثية، سكنها اليهود سابقا ومازالت العديد من مساكنهم التي تمتاز بطابعها العمراني المتفرد ماثلة لغاية اليوم".
اشتقت القادرية اسمها من اسم أحد الشخصيات التي حكمت المدينة، حالها حال غيرها من احياء ومناطق العمارة التي حفظت تاريخها ومسمياتها، لتحوله الى تاريخ مقترن مع وجودها.
المهتم بتاريخ احياء المدينة حيدر حامد افاد بحديثه لـ(المدى) "سميت القادرية نسبة للمتصرف عبد القادر الكولمندي الذي يعد اول حاكم مدني للعمارة في العهد العثماني، وبالتحديد عام 1861 للميلاد وكما تنقل المصادر التاريخية قرار ادارة الاستانة، بجعل العمارة مركز قضاء تابع لولاية البصرة آنذاك، وتعيين الكولمندي الذي كان كاتبا لعشائر ولاية البصرة قائممقاما عليها".
وأضاف: "ونقلت المصادر ايضا تأريخ بناء او اعمار احد المساجد في القادرية، من قبل الشاعر عبد الغفار الاخرس بقوله المعروف عمرتموها فغدت عمارة كما أردتم لمراد الخاطر فقل لمن يسأل عن تاريخها قد عمرت ايام عبدالقادر واتخذ التاريخ دلالة على اعمار المدينة واحياءها واهمها القادرية".
التنوع الذي تميز به الحي جعله محط انظار ابناء المدينة، وتناقلته الاحاديث الشفاهية لأبنائها خصوصا كبار السن منهم الذين عايشوا اهالي الحي وتعاملوا معهم، ونقلوا العديد من الصور الماثالوجية عنهم.
"تميزت القادرية بتعددية سكانها من يهود ومسيح ومسلمين وعوائل من الصابئة ايضا، وما زالت دور العبادة الخاصة بهم قائمة لغاية اليوم منها كنيستين احداهما تعود للكلدان والاخرى للسريان، كما كانت تحتوي على مدرسة ودار عبادة خاصة باليهود، وما زالت انقاضهما موجودة لغاية اليوم ايضا". يقول المدون مصطفى محمد لـ(المدى).
وتابع أن "موقع القادرية وسط مدينة العمارة رغم تداخلها مع احياء اخرى، انشأت بالتزامن معها او بعدها مثل الصابونجية والجديدة، وقربها من سوق المدينة الكبير وشارع المعارف التربية حاليا، جعلها من الاحياء الاكثر مقصدا في المدينة".
من جانبه، افاد الحاج عبد الله ابو نجم صاحب احد محال الحي سابقا لـ(المدى) "كنت اعمل بائعا في القادرية واتذكر العوائل اليهودية والمسيحية، التي كانت تشتري من بسطة والدي الصغيرة، وكان الجميع متعايشين بسلام حيث الكنيسة ودار عبادة اليهود والمسجد وكل يؤدي عباداته وطقوسه في هذه المحلة الصغيرة بسلام وامان، وكانت تجمعهم العلاقات الاجتماعية والعلاقات الجنوبية، وما زلت اتذكر اسماء تلك العوائل الكبيرة منها عائلة حنا الشيخ وعائلة منشي وغيرها.
يمر اغلب ابناء المحافظة القاصدين لسوقها الكبير على القادرية، لأنها تقع خلفه مباشرة وجميع شوارعها وازقتها الضيقة تؤدي اليه، ووجود الكنائس فيها اكسب موقعها تميزا منفردا.
وبين الكاتب والاديب الميساني عبد الحسين بريسم لـ(المدى) "ترتبط القادرية من جهة شارع المعارف سابقا شارع التربية حاليا، ومن جهة اخرى يطل سوق الذهب (الصاغة) عليها ويحدها شارع دجلة من جهة الشمال وتنتمي لمدينة العمارة المعروفة بتاريخها، الذي يعتبر امتدادا للممالك السابقة في العهود السومرية القديمة، وفيها احياء عديدة منها المحمودية والصابونجية والقادرية وغيرها".
واوضح أنه "كما شهد الحي انطلاق العديد من الثورات والاحتجاجات في المدينة، أبرزها احتجاجات الحركات القومية والشيوعية وغيرها".

تعليقات الزوار

  • Ali

    من لم يعايش تأسيس المدينه او احد كبار السن الذين عاشوا الحقبه فلا يبت ويكتب ما يحلوا له فالعماره مدينه حديثة الولاده في الثلث الاخير من الحكم العثماني والقادريه انشئت في الحكم الملكي فأياكم والتلاعب بالتاريخ

اترك تعليقك

تغيير رمز التحقق

Top