جدل تفضيل الزواج من العراقية أو السورية يأخذ حيزاً في العراق

جدل تفضيل الزواج من العراقية أو السورية يأخذ حيزاً في العراق

 المدى/ ذو الفقار يوسف

يقرر غالب ناجي السفر مع صديقه مصطفى، بعد ان اخبره الاخير انه ينوي الزواج من احدى السوريات التي تسكن في جنوب الشام بعد ان نزحت من مناطق القتال في حلب، حيث بين مصطفى انه عانى كثيرا في البحث عن فتاة تناسبه في العراق فحسب قوله "ليس لي نصيب في فتيات بلدي".

وسائل إعلامية سورية نقلت حديث السفير السوري لدى العراق صطام جدعان الدحدح وتابعته (المدى) حيث بين ان هناك قرابة 5000 عقد زواج سجل لسوريات من أزواج عراقيين خلال عام 2023، مؤكّداً عدم وجود أرقام دقيقة لعدد السوريين في العراق ولكن يتراوح عددهم تقريباً بين (300- 400 ألف) سوري حالياً في العراق.

عدنان عبد الله (46 عاما) هو الاخر قد وصل به قطار العمر لكي يتخلى عن حلم إيجاد زوجة عراقية تناسبه، حيث يقسم باغلظ الايمان بانه صار الى الان متقدما الى 6 فتيات عراقيات وجميعهن قد رفضن عرض الزواج، عازيات ذلك الى عدة أسباب كان على رأسها فارق السن بينهن وبين عدنان.

يؤكد عبد الله لـ(المدى)، ان "مشكلة العمر كانت سببا رئيسيا بعدم توفيقي لإيجاد شريكة حياتي، لذلك انا نادم جدا لأني لم اتزوج مبكرا". منوها الى، انه "كان سبب تأخري عن الزواج هو وضعي المادي الصعب حينها، فقد كنت ارفض فكرة الزواج الى ان اتمم كل ما يتطلبه تأسيس منزل يليق بحياتي الزوجية، فضلا عن المهور التي ما زالت أسعارها ترتفع امام الشاب العراقي مما يجعله في وضع صعب ويطرد فكرة الزواج من رأسه". مستدركا بحديثه "لقد جعلونا نظن ان الزواج مشروعا فاشلا سيدمر حياتنا".

الباحث الاجتماعي محمد العزاوي يبين، ان "العديد من الشباب العراقيين يسعون ما ان دخلوا ربيعهم الـ15 من العمر نحو إيجاد فتاة تلائمهم وتشاركهم حياتهم، ومع غلاء المعيشة وتطور الزمن واختلافه ظهرت العديد من العوائق امام هذا الحلم". مشيرا الى، ان "الوضع المادي للشاب هو اول هذه الحواجز، فضلا عن إيجاد شريكة تلائم طباعه ومتطلباته وثقافته وتطلعاته".

يتابع العزاوي "الزواج من فتيات من جنسيات أخرى تتيح للشاب العراقي ان ينسى كل ما سبق، فلا مهر غالي، ولا متطلبات أخرى كالذهب وحفل زفاف ضخم او امتلاكه منزلا، فالسوريات يرضين بالقليل لكون ان سوريا تمر بأزمة اقتصادية منذ بدء الحرب فيها، والبعض من العائلات هناك لا تجد لقمة لتسد بها رمقها، لذا تضطر على القبول بعروض الزواج التي تراها مناسبة لاوضاعها المعيشية".

بينما يبين الحاج صالح لعيبي (55 عاما)، انه منذ ان جاء ولده بزوجته التي تحمل الجنسية السورية الى المنزل وهو يشكر الله كل يوم، فالفتاة مطيعة وهادئة وغير متطلبة كما النساء العراقيات، وهي ربة بيت ممتازة وطباخة ماهرة". منوها الى، انه "نحن كعراقيين لا نريد زوجة "مستعبدة" وما نريده هو فتاة تسعد ولدنا وتعينه على الدنيا ومصاعبها وهذا اصل هدف الزواج، لكن ما نراه في العراقيات هو الطلبات، فهن لسن كما نساء العراق منذ 25 عاما، عندما كانت المرأة العراقية هي السند القوي لزوجها في كل شيء".

يكمل لعيبي لـ(المدى)، انه "الان نرى ان الفتاة العراقية لا تقوم بالطبخ، وتستعين بالأكل الجاهز الذي يباع في المطاعم، فضلا عن عدم توفير كل ما يحتاجه الزوج، وتحميله تكاليف باهظة تبدا من الهاتف الذكي لتصل الى شراء الملابس وغيرها من الطلبات مما يجعله امام معترك الغلاء المعيشي وتوفير الطلبات إرضاء لشريكة حياته".

يشار إلى أن عملية تسجيل إقامة الزوجة في العراق تجري بصورة رسمية بالرغم من ان الكثير من تلك الزيجات غير مسجلة داخل المحاكم، لذلك لا توجد إحصاءات رسمية كون التسجيل يتطلب إجراءات وتوثيقاً للعقود.

اترك تعليقك

تغيير رمز التحقق

Top