تحديات تواجه الصحفي.. سقف الحريات ينخفض والأسماء المستعارة تنتشر!

تحديات تواجه الصحفي.. سقف الحريات ينخفض والأسماء المستعارة تنتشر!

 الموصل / سيف الدين العبيدي

لم تكن محافظة نينوى بيئة جيدة للعمل الصحفي للفترة من عام ٢٠٠٣ ولغاية سقوطها بيد تنظيم داعش في عام ٢٠١٤، حيث كانت الكوادر الإعلامية في جميع وسائل الإعلام من صحف، واذاعات، وقنوات تلفزيونية مهددة من قبل العصابات الاجرامية ومعرضة للقتل في اية لحظة، وقد استشهد أكثـر من ٦٠ صحفيا في تلك الفترة كانوا يعملون لدى وسائل اعلام مختلفة.

بعض الصحفيين اتخذوا اسماً مستعاراً لهم خوفاً من ملاحقتهم واغتيالهم، وجميع كوادر المؤسسات الإعلامية في نينوى كان تواجدهم داخل مبنى المؤسسة خلال فترة دوامهم على مدار الاسبوع وذلك خوفاً على أنفسهم ولكي لا يكونوا عرضة للقاتلين الذين كانوا يتربصون للكوادر.

والحال تغيرت للأفضل بعد عام ٢٠١٧ وأصبح الصحفي الموصلي يتنقل بحرية ويعرّف عن نفسه ولأية مؤسسة يتبع، لكن ما تزال بعض العوائق التي تقف في طريق ابناء السلطة الرابعة منها صعوبة البحث عن اية معلومة تكون فيها شبهة فساد مالي واداري في مؤسسات الدولة وكذلك عدم إمكانية انتقاد اي مسؤول او جهة حكومية والا سيقابلها بالتهديد او اللجوء للدعاوى القضائية، فضلاً عن الروتين القاتل في الحصول على موافقات رسمية من اجل الدخول لأية دائرة الحكومية وإجراء مقابلة مع مدير مؤسسة او الحصول على اية معلومة.

كما أن غالبية المؤسسات الإعلامية لا تعطي حقوق كوادرها وقد سرحت الكثير منهم دون سابق إنذار او تعويض وذلك بسبب عدم وجود قانون فعال يضمن حقوقهم.

حرية الرأي

ويقول الصحفي الموصلي جرير محمد في حديث لـ(المدى)، إن "العمل الصحفي مر بتحولات كما هو المجتمع العراقي بعد 2003 وشهدت الفترة الاولى انتعاشاً في العمل الاعلامي ووفرة اصدار الصحف وتأسيس القنوات الفضائية والاذاعات وتمسك الصحفيين بالحق الديمقراطي لدستور البلاد وجوهر التغيير واساسه بإعلاء سقف الحرية والكلمة الحرة".

ويضيف أن "الصحفيين هم في مقدمة الشرائح التي اعطت شهداء وجرحى ومخطوفين واستهدفوا من قوى الظلام التي ظهرت على مدى هذه السنوات بعد التغيير".

ويتابع، أنه "في ظل تحول جديد بعد احداث داعش وهزيمته والتحولات الاجتماعية والسياسية التي حدثت بدأ تضييق جديد يطرأ على الصحفيين وعلى حرية الرأي بشكل عام ومع ظهور سباق التنافس السياسي وظاهرة ما تسمى بالجيوش الالكترونية والتسقيط السياسي المتبادل والتراشق الاعلامي اخذ المشهد الاعلامي يتأزم عن السابق وانخفض سقف الحريات الذي بدأ يصطدم بأمزجة اصحاب السلطة وتدجينهم للرأي العام من خلال استغلال السلطة وترويض اصحاب الرأي بالملاحقات القضائية تارة وتهديدهم بوظائفهم ومصدر رزقهم تارة أخرى".

وأشار محمد الى ان "هذه المرحلة تحتاج الى استعادة العمل المؤسساتي الاعلامي وحل مشاكل الدعم والتمويل وتحرير الصوت الاعلامي الحر من خانقيه واعطاء الحريات الصحفية والرأي العام المساحة والفضاء الكافي للعمل دون تنغيص او ملاحقة او تهديد".

تهديد واغتيال

من جهته يقول الصحفي الموصلي احمد الحيالي "إنني أعمل بالمهنة منذ عام ٢٠٠٥ في العاصمة بغداد، وانتقلت للعمل في نينوى عام ٢٠١٠ واجهت فيها الجماعات التنظيمية والتي تعرف في ذلك الوقت بتنظيم القاعدة"، مبيناً أن "أم الربيعين قدمت اكثر من ٦٠ شهيداً من الصحفيين اغتالتهم جهات مجهولة".

ويضيف الحيالي عبر (المدى)، أن "وضع الصحفي الموصلي في الوقت الحالي لا يختلف عن ما قبل نكبة الموصل، فالصحفيون اليوم هم تحت تهديدات جماعات من أحزاب سياسية"، لافتاً الى أن "تلك الأحزاب استخدموا القضاء لملاحقة كل صحفي يعارضهم بدعاوى كيدية منها التشهير". ويشير الى ان "عمل الصحفي في مدينة الموصل يكون بتغطية النشاطات كافة والكشف عن عمليات فساد مالي تحصل في المؤسسات كافة وإظهارها للمجتمع بطريقة مهنية"، لافتاً الى أن "هناك اعتداءات على الصحفيين"، داعياً الى "تشريع قانون يحمي الصحفيين ويضمن حقوقهم لأنهم صمام أمان لكل بلد ديمقراطي".

عوائق وتحديات

وفي السياق ذاته، يقول الصحفي ليث حسين من قضاء سنجار شمالي نينوى في حديث لـ(المدى)، انه "على الرغم من مرور حوالي 9 سنوات على تحرير سنجار من قبضة داعش، إلا أن الصحفيين ما يزالون يواجهون تحديات كبيرة تعيق عملهم وتحد من قدرتهم على نقل الحقيقة، فمحدودية الوصول للمعلومات تشكل عائقاً رئيساً أمامهم".

ويضيف ان "هناك إعاقة لقدرة الصحفيين على التحرك بحرية، إلى جانب ضعف البنى التحتية في القضاء، حيث تعاني شبكات الاتصال والإنترنت من ضعف كبير، ما يعيق نقل المعلومات بالسرعة والكفاءة المطلوبة

ويطالب ليث بـ"ضمان حرية الصحافة والتعبير في سنجار وكل العراق، ليتمكن الصحفيون من أداء واجبهم بكل مهنية وحيادية"، مؤكداً "ضرورة توفير بيئة آمنة لعمل الصحفيين وحمايتهم من التهديدات والاعتداءات، وتسهيل إجراءات الحصول على المعلومة".

تعليقات الزوار

  • الاء الصوفي صحفي لامع ومتميز

    النص جميل جدا وهناك حبكة صحفية من قلم جرىء وقوي اتمنى له دوام العمل المتميز والمثابر ربي يوفقه راقت لي ترتيب الاحداث

اترك تعليقك

تغيير رمز التحقق

Top