معاهدة 1927

  في مثل هذا اليوم من عام 1927 أقرت الحكومة العراقية التي يرأسها جعفر العسكري ، المعاهدة العراقية البريطانية الجديدة ، بعد مفاوضات وانقطاعات كثيرة ، إلا أنها لم تختلف عن المعاهدة السابقة لسنة 1922 سوى ما جاء فيها من تغيير وهو وعد بريطانيا بمساعدة العراق للدخول في عصبة الأمم عام 1932 بشرط الاحتفاظ بمعدل التقدم الحاضر وسير الأمور سيرا حسنا . أما الاتفاقيتان المالية والعسكرية الملحقتان بالمعاهدة وكانتا موضع الصراع السياسي بين المعارضة والحكومة ودائرة المندوب السامي ، فقد اتفق الطرفان العراقي والبريطاني على عدم إبرام المعاهدة قبل تعديلها .
   كانت أول معاهدة بين الطرفين  قد عقدت عام 1922 ،وقد أبرمها المجلس التأسيسي العراقي عام 1924 بعد حوادث مثيرة ، ثم استغلت بريطانيا الموقف في قضية الموصل وهي أخطر قضية مصيرية واجهت الدولة العراقية الناشئة ، وضغطت كثيرا لتعديل المعاهدة ، فبدأت المفاوضات في أواخر 1925 ، وكان رأي البريطانيين : إما الموصل أو المعاهدة ، فقبلت المعاهدة رغم المعارضة الشديدة لها في كانون الثاني 1926 ، حتى عقدت المعاهدة الجديدة .

    قوبلت المعاهدة الجديدة بعدم الارتياح لدى الرأي العام العراقي ، وشعر رئيس الوزراء جعفر العسكري بأنه لم يستطع الحصول على ما كان يأمل أن يحصل عليه في مفاوضاته مع الجانب البريطاني ، فقدم استقالته في 18 ـ1 ـ 1928 ، ليشكلها بعده عبد المحسن السعدون .