فلاحو نينوى يعزون شحة حصاد الحنطة إلى قلة الدعم الحكومي

فلاحو نينوى يعزون شحة حصاد الحنطة إلى قلة الدعم الحكومي

 نينوى / متابعةأكد عدد من الفلاحين والمزارعين في محافظة نينوى، ، أن موسم حصاد الشعير والحنطة هذا العام ليس بالمستوى المطلوب قياسا بالعام الماضي، فيما بينت دائرة زراعة نينوى أن الموسم الحالي يبشر بخير خاصة مع الدعم الحكومي المتوفر للفلاحين.

وقال المزارع ماجد سليم إن \"الموسم الحالي ليس بالمستوى المطلوب عند مقارنته مع الموسم السابق بسبب قلة الدعم الحكومي المقدم للزراعة في نينوى التي تعد سلة خبز العراق بما تنتجه سنويا من حنطة وشعير وغلال أخرى بحسب قوله.وأضاف سليم أن \"الزراعة في تراجع حاليا بالمحافظة لغياب الدعم الذي كان موجودا سابقا، الأمر الذي سيضطرنا إلى ترك الزراعة والتحول إلى مهن وأعمال أخرى رغم أننا لا نجيد غير مهنة الزراعة التي توارثناها أبا عن جد.من جانبه أكد المزارع خلف عبدالله  أن \"الموسم الزراعي وحصاد الحنطة والشعير هذا العام لابأس به، إلا أن الموسم السابق كان أفضل ولولا الأمطار الغزيرة الأخيرة التي شهدتها المحافظة لكان الموسم الحالي شحيح بإنتاج الحبوب في نينوى\"، مبينا أن \"الدوائر الزراعية في المحافظة لا تقدم للمزارعين الدعم الزراعي اللازم للقيام بالزراعة كما كان سابقا\".وأشار إلى أن \"الحبوب التي يتسلمها الفلاح غير جيدة النوعية ونواجه صعوبة بسبب ذلك عند تسليم الحاصل في السايلوات وأحيانا يتم رفض المحصول لرداءة نوعيته، كما يعاني الفلاح من نقص الوقود اللازم لتشغيل الحاصدات والآليات واغلبها قديم وكثير العطلات\"، موضحا أن \"الفلاحين لا يتمكنون ماديا من استبدال المكائن أو شراء أخرى متطورة وحديثة بدون دعم حكومي، هذا فضلا عن مشاكل أخرى عديدة تواجه الفلاحين\".وذكر أن \"المزارعين في نينوى اضطر الكثير منهم إلى ترك المهنة والتحول من منتجين إلى مستهلكين\"، معربا عن أسفه لـ\"ترك مساحات زراعية خصبة شاسعة بدون زراعة،والتي من الممكن استغلالها بإنتاج وفير وبنوعية جيدة بقليل من الاهتمام والدعم الحكومي\"، حسب قوله.في المقابل أكد مدير زراعة نينوى أسامه جميل عباس بحسب \"لسومرية نيوز\"، أن \"الموسم الزراعي الحالي في محافظة نينوى يبشر بخير إذ شهدت حقول مناطق تلكيف وبعشيقة والنمرود والحمدانية وزمار وبعشيقة وفرة بإنتاج محصولي الحنطة والشعير على الرغم من أن مناطق أخرى من المحافظة تعاني الجفاف وأخرى تضررت جراء الفيضانات والسيول التي أحدثتها الإمطار الغزيرة هذا الموسم\".وأكد عباس أن \"أرقام تسويق محصولي الحنطة والشعير وحسب التقارير الأخيرة بلغت نسبا جيدة  في المحافظة ،خاصة ان المديرية حددت مبالغ لدعم المحروقات للفلاحين بنسبة 30 % مع توفير المبيدات ومكافحة الأدغال مجانا لهم، وأيضا تم تسعير المحاصيل بأسعار مجزية تدعم الفلاحين والمزارعين\" حسب قوله.من جانبه ذكر النائب الثاني لمحافظ نينوى القاضي حسن محمود أن \"استلام الحبوب في السايلوات والصوامع هذا الموسم جيد، إلا انه ليس أفضل من الموسم السابق، خاصة وان هناك حقولا زراعية شاسعة تضررت بالكامل في مناطق ربيعة وسنجار غرب الموصل جراء السيول والفيضانات الناتجة عن الأمطار الغزيرة\"، مؤكدا أن \"محافظة نينوى ستشهد ثورة زراعية بسبب تزايد اهتمام المركز بها من خلال جملة إجراءات ومنها تسعير استلام المحاصيل من الفلاحين بأسعار جيدة، وأيضا محاولة تطوير الزراعة في المحافظة باستخدام المكننة الحديثة ومرشات المياه والبيوت الزجاجية وغير ذلك\".وكانت الحكومة أطلقت في آب 2008 مبادرة شاملة للنهوض بالواقع الزراعي في البلاد، وحددت سقفاً زمنياً مدته عشر سنوات لبلوغ العراق مرحلة الاكتفاء الذاتي من المحاصيل الإستراتيجية.  وتشمل المبادرة دعم الفلاحين بالبذور والأسمدة والمبيدات الزراعية، واستصلاح الأراضي وضمان شراء الإنتاج من المحاصيل الإستراتيجية بأسعار السوق، إضافة إلى تخصيص صناديق إقراض متنوعة منها صندوق تنمية النخيل القائم منها والجديد، وصندوق تقنيات الري الحديثة، وصندوق الثروة الحيوانية، وصندوق لدعم المشاريع الاستراتيجية، فضلا عن صندوق إقراض صغار الفلاحين.وكانت وزارة الزراعة قد فرضت للمرة الاولى حظراً جزئياً على استيراد الخضار ابتداء من الأول من أيار من العام 2009 لحماية الإنتاج المحلي بعد مطالبة عدد من المزارعين والاقتصاديين بحماية السوق العراقية من المنافسة الأجنبية.يذكر أن القطاع الزراعي في العراق لم يحظ باهتمام الحكومات العراقية المتعاقبة، على رغم وجود عوامل مشجعة بشرية ومناخية ومالية وفنية، وقد أدى هذا الإهمال إلى تدهور مستوى الإنتاج الزراعي المحلي، وتحول العراق من بلد زراعي منتج ومصدر، إلى بلد مستهلك ومستورد للمنتجات الزراعية على اختلافها من بلدان الجوار.

اترك تعليقك

تغيير رمز التحقق

Top