منتخبنا في أيــدٍ أمينة

عبد الوهاب النعيمي 2013/10/12 10:01:00 م

منتخبنا في أيــدٍ أمينة

أكثر قليلاً من 48 ساعة تفصلنا عن مباراة منتخبنا الوطني مع نظيره السعودي في الجولة الثالثة لتصفيات كأس آسيا 2015 ، يقف جميع العراقيين خلف منتخبهم، يشدون من أزره ويساندونه في كل اوقاته، إلا ثلة من الذين لا يهمهم سوى تحقيق مصالحهم الشخصية، باحثين عن الشهرة عبر مهاجَمة نجوم منتخبنا الذين قدموا ويقدمون الكثير للكرة العراقية.
وبعد الحملة الواسعة والشاملة على لاعبينا الكبار أو المخضرمين، والدعوات بأعتزالهم، وابدالهم بلاعبي منتخبنا الشبابي، ركّز المهاجمون الناعقون هجومهم على هداف منتخبنا يونس محمود، مطالبينه بالاعتزال، وما ان سجل هدفين في اول مباراة له مع الأهلي السعودي، حتى وجدوا ان سعيهم قد خاب، ليجدوا في نور صبري ضالتهم الجديدة.
هؤلاء مجموعة لا تفهم شيئاً، ولا تعرف كيفية اختيار حارس مرمى لمنتخب أول، وفي ذات الوقت، فإن قسماًَ منهم مأجور والآخر مدفوع للتهجم على نور صبري، ليس لشيء سوى تسقيطه لاعتبارات مختلفة، وضرب مدرب الحراس من ورائه، ناسين أو متناسين ان هذين الاثنين، يمثلان منتخب العراق، ومن يطعن بهما، كأنه يطعن بوطنه.
لنناقش الأمر بواقعية وبمنطق، حول اختيار نورصبري ولكي تكتمل الفكرة، فهنالك اسئلة منطقية وليست فنية، لكن الجواب عليها، سيوضح الكثير من الحقائق، لو كان حكيم شاكر يشك ولو واحداً بالمئة بقدرات عبدالكريم ناعم، هل كان قد قبل بأن يعمل معه ؟ وكلنا يعلم جيداً، ان مدرب منتخبنا لديه الشخصية القوية المستقلة التي تجعله لا يقبل بالعمل إلا مع من يثق بقدراتهم، السؤال الآخر، هل يخاطر عبدالكريم ناعم بأسمه وسمعته التي بناها طوال سنين ماضية، بإختيار نور صبري كحارس اول للمنتخب، اذا كان لديه شك في قدراته الفنية والبدنية ، وهل هنالك مدرب في كل انحاء العالم، لا يستعين بحارس مرمى يفيده ، ويفضل آخر لأي سبب؟
الناحية الاخرى التي توضع في الاعتبار، المسألتان الفنية والشخصية، والأخيرة مهمة جداً، وتعني شخصية الحارس وليس العلاقة الشخصية مع مدرب الحراس او مدرب المنتخب مثلما يفهمه الكثيرون، فحارس المنتخب يجب ان يطمئن له المدافعون، وان يستطيع ان يتكامل معهم، وان يوجههم بأستمرار، لانه يرى الملعب بشكل افضل منهم، كما انه في بعض الاحيان، يحفز الفريق كله من خلال حديثه المستمر وتوجيههم ، واللاعبين لا يتقبلون ذلك من حارس شاب لازال يتلمس خطواته مع المنتخب الأول.
الجانب الآخر يتعلق بالحالة الفنية للحارس، فغير المتخصص لا يرى سوى الاهداف التي تدخل مرمى الحارس، كأن ذلك علامة ضعف، حتى لو لم يكن الحارس هو سبب الهدف، طالما ان الكرة دخلت مرماه فهو يتحمل كامل المسؤولية، وهذا التقييم، يعبّر عن جهل وتفاهة من يتكلم بذلك، فهنالك الكثير من المعايير يضعها مدرب حراس المرمى قبل اختياره لأحد الحراس، ولا يأتي الأمر اعتباطاً، او نتيجة لتألق الحارس في مباراة او اثنتين، حيث من الشائع لدينا، انه بعد ان يقدم أي لاعب او حارس مرمى مستوى ممتازاً في مباراة او مباراتين، ترتفع الاصوات لضمه الى المنتخب الوطني، وكأن تلك الفترة القصيرة التي ربما لا تتعدى 180 دقيقة كافية لتكون جواز مروره الى الفريق الذي يحلم كل لاعبي العراق ان يتم اختيارهم في صفوفه.
الحديث يطول، وربما أعود اليه بالتفصيل في وقت لاحق، لكن المهم في كل ذلك، ان نور صبري هو الافضل في الوقت الحالي لحراسة مرمى منتخبنا الوطني، ومهما قيل وسيقال، لن يكون ذلك إلا اضغاث احلام، لأناس يريدون الحاق الأذى بأي لاعب، بسبب أو من دون سبب، وافضل شيء، ان يتم تجاهلهم، لان عقدهم النفسية وأمراضهم الداخلية تمنعهم من رؤية ما يجري، وعقولهم اذا كانت موجودة، تعجز عن فهم حتى ابسط الأمور.
علينا ان نقف بقوة وراء منتخبنا ولاعبينا، مهما كان رأينا فيهم، سواء فاز أو خسر، فالمنتخب الوطني هو فريق يمثلنا كلنا، وإذا اردنا ان ننتقد أي لاعب، فعلينا ان نكون موضوعيين وعلميين ومنطقيين.
حراسة مرمى العراق في عهدة نور صبري، وهي في أيـدٍ أمينة، ستقود منتخبنا الى ابواب التأهل كخطوة اولى نحو استعادة سمعة وانجازات الكرة العراقية.

اترك تعليقك

تغيير رمز التحقق

Top