صورةقلميةعن العديدمن رؤساءالوزارت العراقية ماذا قال نوري السعيد للمؤرخ الحسني؟

صورةقلميةعن العديدمن رؤساءالوزارت العراقية ماذا قال نوري السعيد للمؤرخ الحسني؟

اوراق منسية يتذكر  المؤرخ السيد الحسني بعضا من فيض ذكرياته في تأييد واسناد ثورة مايس التحررية عام 1941.. وكانت خواطره عن المعتقل الذي زج فيه ورجال الثورة وانصارها قائلا: وبعد المعتقل واصلت عملي في التدوين التاريخي واتمام كتابة تاريخ الوزارات العراقية، ووفق منهج التزم الحياد كما كنت عليه سالفا، وفضلت أن اكون كما انا بعيدا عن المعترك السياسي،

 وقولي هذا صادق اذ انني لم ادخل طوال عهود الاحتلال والانتداب والاستقلال الاحزاب القائمة يومئذ..ولم اطرق ابواب احد منها.. وكذا الحال عندما اجيزت الاحزاب السياسية بعد الحرب العالمية الثانية ايام وزارة توفيق السويدي الثانية عام 1946، وتألفت خمسة احزاب منها اليمين ومنها اليسار.. وبصفتي قوميا اعترف انني كنت اميل الى حزب الاستقلال حزب (كبه –شنشل –فائق).. بيد ان هذا لايعني ارتباطي بنشاطات الحزب، وقد فوتحت فعلا من قبل الحزب المذكور للانتماء اليه الا انني لم افعل، وكذا الامر مع حزب الاحرار.. كما اني سكت عندما فاتحني كامل الجادرجي بالسير مع نهج الحزب الوطني الديمقراطي.. وابقيت علاقاتي طيبة مع الجميع.. وهكذا يطيب لي ان اصف كتاباتي بانها حيادية وموضوعية.. طلبنا من الاستاذ المؤرخ قبل ان يختتم سرد ذكرياته ان يبين لنا البعض من خواطره عن الشخصيات السياسية التي عاصرها عن قرب.. وأجاب.. بما يفيد ان الحديث يطول في ذكر خواطره عن هذه الشخصيات، لاسيما ان مؤلفاته قد ضمت في ثناياها تفصيلات وافية عن ذلك، غير انه اضاف متلطفا ليعرب عن رغبته في تلبية هذا الطلب شريطة ان يكون حديثه موجزاً يتناول فيه فقط بعض الشخصيات ممن تقلدوا المناصب المتقدمة في الحكم، وابتدأ القول بشخصية\"نوري السعيد\"جاء فيه: كان كما عرفته سياسيا لبقاً، وقد سبق ان ذكرت ان معتقده السياسي دفعه للارتباط الوثيق بالانكليز، اذ كان يعتقد ان العرب لايمكن ان تقوم لهم قائمة اذا لم يسندوا من دولة كبرى، ويتصور ان الانكليز خير من غيرهم في هذا المجال!! ولهذا نجده قد ما شاهم في الصغيرة والكبيرة واصبح عوناً لهم في المنطقة حد الاساءة الى المشاعر والاماني الوطنية والقومية..حتى توهم الناس ممن اعتقدوا بمعتقده بأنه رجلهم الفذ..! بينما رأى فيه الوطنيون والقوميون الخصم اللدود..ومن صفاته انه كان ذكيا جداً وتجد ذلك واضحاً في مناوراته وفي حديثه.. كما انه اذا حفظ موضوعا أو قصة قصها احدهم عليه فأنه لا ينساها ابداً.. وفي الوقت نفسه كان قليل التمعن فيما يقرأه، سريع البت فيما يعرض عليه..! وكان ذا مهارة سياسية عالية وممثلاً بارعاً في تقمص وتوزيع الادوار، واتذكر محاولاته في استرضاء الذين قضت الظروف باعتقالهم، وكان له الدور البارز في ذلك، فتفنن في ارضاء البارزين منهم، حيث منح درجة او درجتين في الترفيع لبعضهم على اساس انهم درسوا وتفقدوا اثناء اعتقالهم..!؟ كما صاهر بعضهم..!!وأذكر هنا ان المحامي احمد المناصفي سألني ان ازور نوري في بيته، وكان يسكن في دور السكك في الكرخ يومها وعند زيارته بادرني القول بأنه سمع عني بأنني اصرف من راتبي لافساد ضمائر الموظفين بغية الحصول على بعض الوثائق، وزاد على ذلك مازحا نه قرر نقلي الى ديوان مجلس الوزراء، لاسرق الوثائق كما اشتهي..! وفي شباط عام 1949 نقلني فعلاً من مديرية البرق والبريد العامة الى الديوان المذكور ولبثت في الديوان اربعة عشر عاماً كانت من اخصب فترات حياتي في الكتابة والتدوين، وكان نوري السعيد طوال فترة اشتغالي في الديوان لم اجد انه قرأ أي شيء ذا علاقة به أو ما يمس الوزارات التي ألفها. باستثناء مرة واحدة قرأ فيها ذات يوم في احد اجزاء تاريخ الوزارات نبأ الاضراب الذي عم العراق بمناسبة امرار اتفاقية النفط عام 1953، فأحضر مدير الشرطة وجيه يونس ثم استدعاني في مكتبه، وقال انه صحب مدير الشرطة العام في يوم الاضراب وتجولا في معظم محلات بغداد فلم يعثرا الا على قلة قليلة من الحوانيت المغلقة، وقال ايضا انه اتصل هاتفياً بمعظم الالوية فلم يسمع بوجود اضراب.. ثم قال لي\"انت تقول ان الاضراب قد عم العراق وعليك ان تثبت الامور قبل ان تسجلها\".. ولم ارد عليه برغم اني كنت متأكداً ما كتبت، حيث كان للاضراب وقعه وشأنه يومئذ.. ولم يفاتحني مرة اخرى حتى كانت نهايته عام 1958.. وعندما سألنا الاستاذ الحسني عن تفسيره لتصاعد الخط البياني في علاقات نوري بالانكليز اثر ثورة مايس التحررية ودوره في تزييف المظاهر الديمقراطية وكبت الحريات العامة، لاسيما في مراسيمه الارهابية عام 1954، ودوره في عزلة العراق القومية بعد تورطه في حلف بغداد وغيرها، اجاب ان معتقده السياسي سالف الذكر وراء كل هذه التصرفات، وخاصة انه لايكترث بالمشاعر الوطنية والقومية ولايعير اذانا صاغية للرأي العام الامر الذي اسفر عن نتائج وخيمة في سياسته الداخلية والخارجية وعلى حساب الاماني الوطنية، كما ذكرت..حكمت سليمان اما حكمت سليمان فيقول السيد المؤرخ اني قد تعرفت عليه بعد سقوط وزارته في 17 اب عام 1937، وهي الوزارة التي اعقبت الوزارة الهاشمية اثر الانقلاب الذي قاده بكر صدقي..وقد ربطتني بهذه الشخصية علاقة وثيقة، وكان يدعوني دوما في كل مناسبة يقوم بها، وصفاته انه حسن السيرة الا انه خشن الطبع، سريع الغضب.. وفي الوق

اترك تعليقك

تغيير رمز التحقق

Top