عبد الرزاق الحسني يتحدث عن أسباب عدم إكماله تاريخ الوزارات العراقية

عبد الرزاق الحسني يتحدث عن أسباب عدم إكماله تاريخ الوزارات العراقية

مهدي حمودي الانصاري مع المؤرخ والتوثيقي العراقي الكبير السيد عبد الزراق الحسني: الذي كان قد حظي بالتكريم في تلك الفترات السابقة من مرحلة الثمانينيات ولمرات عديدة تقديرا لمكانته التاريخية والقلمية، وكان محل رعاية وتقدير.. وخاصة في حالة مرضه اثر دعسه بسيارة مجنونة عام 1984 حتى رحيله الى رحاب ربه في 24/12/1997.

مؤلف (الوزارات العراقية وتاريخ العراق السياسي، والصابئون حاضرهم وماضيهم.. والاغاني الشعبية وتاريخ الصحافة العراقية، والعراق قديما وحديثا، واليزيدية والبهائية وموجز تاريخ البلدان والأسرار الخفية لحركة مايس عام 1941..)الحسني المؤرخ والاديب والصحفي صاحب جريدتي \"الفيحاء\" و\"الفضيلة\" الذي اغنى المكتبة العربية والعراقية بالمؤلفات التاريخية والتوثيقية المهمة للعراق الحديث.. وصدر له اكثر من ثلاثين عنوان لايستغني عنها الباحث والمؤرخ والاديبب والصحفي والفولكلوري والبلداني.. كنت قد اجريت لقاء وحوارا مع السيد عبد الرزاق الحسني عام 1970، في داره بالكرادة الشرقية ، وهذا اللقاء لم انشره في حينه ولسنا نأتي بجديد ، لو قلنا انه المؤرخ الاول في العراق، وفي العالم العربي، اذ نقلت بعض مؤلفاته وترجمت الى لغات عالمية تحدث السيد الحسني في هذا الحوار، عن اهم المسائل التي تشغل هواة التاريخ.. وكان اول سؤال وجهته له: *هل تستمرون في في كتابة تاريخ الوزارات العراقية فيما بعد 14 تموز عام 1958؟ - كان من اعز امالي في هذه الحياة الفانية ان اواصل الكتابة عن الوزارات العراقية في العهد الجمهوري الزاهر، ولكن فقدان الرؤية في عيني اليمنى ، وضعفه في اليسرى يمنعاني مع الاسف الشديد عن الاستمرار في هذا الموضوع ، ولذا ترون ان نتاجي في الوقت الحاضر يقتصر على اعادة طبع مؤلفاتي عن اليزيدية والبهائية والصابئة، بعد اعادة النظر فيها بصورة لايحول فقدان الرؤية وضعفها دون ذلك، وانا اسف على هذه النتيجة وارجو الله تعالى ان يهيئ بعض الشباب ليتولى هذه المهمة. *اصدرتم جريدتي الفيحاء، والفضيلة، كيف راقكم ميدان الصحافة صاحبة الجلالة السلطة الرابعة؟-احترفت الصحافة فاصدرت جريدتي الفيحاء في عام 1925 وبعد عامين أسست مطبعة خاصة في الحلة واصدرت جريدة الفضيلة، وكانت الجريدتان المذكورتان، من الجرائد التي حظيت بعطف الشعراء والادباء والكتاب، فقد كان من بين كتابها الاعلام. السيد هبة الدين الشهرستاني واحمد حامد الصراف، وانستاس الكرملي، ومحمود احمد السيد، وعبد الكريم الماشطة، ومحمد علي اليعقوبي ، وجعفر النقدي، وجميل صدقي الزهاوي ، وعلي الشرقي وكاظم الدجيلي وغيرهم. وما زلت اذكر انني عشقت الكتابة وانا فتى يافع وتلميذ مدرسة وكنت انشر في جريدة المفيد للمرحوم ابراهيم حلمي العمر، خواطر منوعة، وقد وضعت ذات يوم رسالة عن المعلومات المدنية لطلاب المدارس العراقية. *بمن اعجبتم من الشعراء قديما وحديثا؟ - لست من الشعراء لافضل شاعرا على شاعر، ولست من الادباء لأميز بين اديب واديب، وانما انا باحث ومتتبع وتعجبني كتابات الاستاذ محمد عبد الله عنان لانها مركزة ودقيقة والاستاذ محمد حسنين هيكل وانا اطالع ما يكتبه هذان النابغان واحتفظ بنتاجيهما. *هل تحدثنا عن اوائل الكتب التي قرأتها؟-قرأت القرأن الكريم وتفسيره. وقرأت ابن الاثير والطبري والمسعودي وسيرة ابن هشام،  وغيرها من كتب التراث وما تزال تعتبر غرة في جبين التاريخ، وفيها من المعلومات القيمة والاخبار الشيء الكثير. *ما رأيكم بموشحات السيد محمد سعيد الحبوبي؟يقول: المرحوم جميل صدقي الزهاوي اذا الشعر لم يهزك عند سماعه فليس خليقا ان يقال له شعر وانت اذا ما قرأت موشحات المرحوم السيد محمد سعيد الحبوبي لوجدت نفسك تهتز اهتزاز الريح في العاصفة.. وماذا تريد ان اقول اكثر من ذلك عن رأيي في شعر الحبوبي او في موشحاته الم تقرأ له. ضممتها فنشت وهي قائلة بالغنج رفقا لقد فصمت اطواقي وبت اسقي وبانت وهي ساقيتي نحس الكؤوس ونسق الارض بالباقي *من الادباء الذين زاملتهم؟-كان اول لقائي بالشيخين الشبيبيين محمد باقر، ومحمد رضا ، وبابيهما الشيخ جواد واتصلت بالعلامة السيد هبة الدين الشهرستاني وبالاب انستاس الكرملي، وجميل صدقي الزهاوي، ومعروف عبد الغني الرصافي، وعبد الحسين الازري، وجعفر النقدي ومحمد علي اليعقوبي وغيرهم.. *هل ستكملون بحثكم القيم عن تاريخ الصحافة العراقية-ان طرز الكتابة عن تاريخ الصحافة في العراق، الذي اتبعته في الجزء الاول من كتابي تاريخ الصحافة العراقية يختلف اختلافاً كبيرا عما يكتب عن الصحافة حالياً لغرض الحصول على درجة الماجستير او الدكتوراه ، يضاف الى ذلك ان البحث يتطلب جهدا خاصا  وصبرا طويلا، وهما غير ميسورين، وقد تجاوزت الستين من عمري، يضاف الى ذلك انني كنت اعتقد ان البحث عن الصحافة العراقية لايشكل موضوعا يستساغ وقد صدمت صدمة اليمة عند نشري الجزء الاول منه وعدم تمكني من بيع اية كمية، فقد طبعت الف نسخة ارسلتها الى صاحب المكتبة العصرية السيد محمود حلمي للبيع، وبعد مرور سنة بيعت ثماني نسخ فحرقت نصف الكمية المطبوعة وابقيت النصف الثاني وهو 500 نسخة للبيع وبعد مرور سنة كاملة اخرى وجدت ان محمودا لم يبع غير ثلاث نسخ فحرقت 250 نسخة ووزعت الباقي كما

اترك تعليقك

تغيير رمز التحقق

Top